أراق دمها. فما الذي جرى حتى صار الأب يحضر الحفلة التي ترقص فيها بنته كاشفة الفخذين، ويصفّق مع المصفّقين؟
أنا أفهم الدافع الذي يدفع المفسدين إلى الإفساد؛ إنه الشهوة المتسعّرة بين ضلوعهم. إن أعظم فرقة راقصة تكون في أكبر ملهى لا توجد فيها إلاّ راقصتان أو ثلاث من الشابّات الصغيرات، يدخل الناس إليه ويدفعون الأجر الكبير من أجل رؤيتهن. وهذه بطاقة فيها برنامج الملهى الذي ترقص فيه النساء في دمشق استطعت أن أبعث من يأتي به. إن في برنامج الملهى أربع رقصات، وفي بطاقات الحفلات المدرسية في الثانوية الرسمية تسع رقصات، تقوم بها مئة أو مئتان من العذارى الفاتنات من بناتنا بنات ستّ عشرة وسبع عشرة! فما هذه البدعة التي ابتُدعت في هذه الأيام؟ كيف تريدون منهم أن يتركوا هذه المتعة النادرة بعدما وصلوا إليها؟
إذا طالبناهم في دمشق الشام، المدينة العربية المسلمة، بزيادة ساعات الدين في المدارس، قالوا: من أين نأتي بالوقت؟
إن الوقت الذي كان ينبغي أن يُخصَّص لدروس الدين أخذَته الاستعدادات للرقص! إن في كل مدرسة مخبراً للعلوم وملعباً وغرفة للموسيقى وغرفة للرسم، مع أن تصوير ما له روح حرام ومع أن بعض الموسيقى ممّا لا يجوز. ولكن ليس في المدرسة غرفة للصلاة! وقد كنا في المدرسة الثانوية (مكتب عنبر) نصلّي الظهر جميعاً ويصلّي معنا كثير من المدرسين، وكانت صلاة الظهر من جملة أعمال المدرسة وكان الطلاّب مجبَرين عليها، وكان للمدرسة إمام رسمي هو الشيخ أحمد زروق رحمة الله عليه.