للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قلنا نحن شيئاً، ولكن ربّكم هو الذي قال: {استغفروا ربَّكم إنهُ كانَ غفّاراً، يُرسِلِ السّماءَ عليكم مِدْرَاراً}. ربّنا غفّار، ولكن لمن؟ {لِمَنْ تابَ وآمَنَ وعمِلَ صالحاً}، فهل تُبنا وآمنّا وعملنا صالحاً؟ ومن قال لكم بأن المطر ينزل حتماً إذا أقمنا صلاة الاستسقاء؟ إن النووي الذي خبّرتكم خبره لما استسقى نزل المطر بعد سبعة أيام.

فضحكوا وسخروا، وقال قوم: انظروا، أن الصحو قد ازداد ببركة دعاء هؤلاء! واستمرّوا يسخرون. ولكن الله أراد أن ينصر سنّة نبيّه ويحقّق وعده، ويعاملنا بما هو أهل له لا بما نحن له أهل، فما مرّت خمسة أيام حتى تلبّدَت السماء بالسحب تغطّي الشام كله، ثم هطلت الأمطار.

وتتابعَت علينا الهواتف بالتهنئة، وعاد إلى الإيمان ناسٌ كاد يزعزعها اليأس، وحسب هؤلاء الإخوان أن هذا الخشوع كان بخطابي أو بخطاب السيد الكتاني وأن هذه الاستجابة إنما كانت لدعائي أنا. وأنا والله ما قلت هذا بلساني ولا اعتقدته بقلبي. ومَن أنا حتى يكون لي هذا الشأن؟ أنا والله عاصٍ خطّاء مستور بِسَتر الله. وما أنا من الصالحين، وإني لأرجو أن يسيّرني ربي بركابهم وأن يُلحِقني بهم.

ولكن بدعاء الداعين المخلصين، بنداء هؤلاء الأطفال الذين جئنا بهم فقلنا لهم، قولوا: يا ربّ ابعث المطر. هؤلاء الأطفال الذين لم يَجرِ عليهم القلم ولم يبلغوا سنّ التكليف، ودعاء من لايعرفه الناس. ولَرُبّ أشعثَ أغبر لا ينتبه إليه أحد ليس له مال

<<  <  ج: ص:  >  >>