للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أيها المسلمون إلى دينكم، فإن فيه أسباب قوّتكم وعِزّتكم وسعادتكم. وأعيدوا هذه المنابر إلى الإسلام وحده؛ أبعدوها عن مطامع النفوس وعن منافع الدنيا وعن رغبات الراغبين، واعلموا أنها سلاح لا يقف له عدوّ ولا يثبت أمامه خصم، فأحسنوا استعمال هذا السلاح تدرؤوا به كل خطر وتردّوا كل عدوّ.

إن هذه المنابر فيها الدواء لكل ما نشكو من داء في مجتمعنا وفي نفوسنا، فاستفيدوا من هذا الدواء تُبرِئوا نفوسكم ومجتمعكم من كل داء. فاستمعوا لصوت الحقّ من هذه المنابر، واستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لِما يحييكم، وتوبوا إلى الله جميعاً ياأيها المؤمنون، واتقوا الله وكونوا مع الصابرين. أقول قَولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

* * *

أكملت الخطبة ونزلت عن المنبر أمشي إلى المحراب، فسمعت صوتاً كأنه صوت رجل يخطب. ثم كانت ضجّة وشغب، فتلفّتّ فإذا شابّ حاول أن يصعد المنبر وقال شيئاً لم أتبيّنه، وضجّ الناس ومنعوه وأنزلوه. وكنت قد بلغت المحراب فكبّرت ودخلت في الصلاة فسكت الناس كلهم وكبّروا.

ولم أعرف إلى الآن من هو ذلك الشابّ ولا الذي كان يريد أن يقوله، ولو سألتم الأستاذ زهير الأيوبي لخبّركم، لأنه كان هو المذيع الذي تولّى إذاعة الخطبة، وكان ذلك في بداية عهده بالعمل الإذاعي وكانت تلك أول مرّة رأيته فيها.

هذا الموقف الذي لم يستمرّ أكثر من دقيقتين أو ثلاث أطلق

<<  <  ج: ص:  >  >>