للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تكلمونه وأن تجدوا ما تأكلونه حتى تتغربوا مثلي، فتلبثوا سبعة أشهر لا تسيغون طعاماً ولا تملكون كلاماً.

ولما عرف السفير المصري السيد فهمي العمروسي جزاه الله خيراً ما نحن فيه، فتح لنا بيته وأباح لنا مائدته، وأرادنا أن نجيء كل يوم، فكنا نؤم هذه الدار المباركة كلما ضاق بنا الصبر واشتدّ علينا الأمر. وأقام لنا -متفضّلاً- حفلة تعارف كبرى، استعدّ لها ودعا المئات من وجوه القوم ووكّل الدليل المحترم يوسف لتوزيع البطاقات، فأبقاها عنده وأهمل (من أمانته!) توزيعها، فلم يحضر أحد، وضاع التعب والمال كما ضاعت ذمّة الترجمان. وكيف يحضر الناس حفلة لم يُدعوا إليها ولم يسمعوا بها؟

* * *

ولم يكن في حمّام الفندق مغتسَل (مغطس، أي بانيو)، ما فيه إلاّ رشّاش، بل هو حمّام حسبت نفسي لما دخلته في واحد من حمامات دمشق القديمة: غرفة رطبة أرضها من الرخام، فيها بحرة صغيرة عميقة تُملأ بالماء، ويغترف منه المستحمّ بالطاس التي يكون مثلها في حمّاماتنا ويُراق الماء على الجسد. وحمّامات الفنادق التي رأيتها في أندونيسيا كلها على هذا المثال، ولست أدري هل جاءهم من الهولنديين أم اتبعوا فيه عادات أهل البلاد؟

ولقد كنا رأينا العجب في الباكستان من تأخّر المواعيد، فلا تبدأ حفلة في موعد افتتاحها ولا يسافر قطار في موعد سيره ومن وعدك بالزيارة الساعة الثامنة جاءك في التاسعة، أما في أندونيسيا فكل ما رأيناه فيها مضبوط وكل شيء يجيء في وقته. ومن عجائب

<<  <  ج: ص:  >  >>