للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الحركة الإسلامية الجديدة فقد جمعتُ أخبارها من أفواه الرجال ومن أحاديث المجالس، وممّن لقيت من أركان الدعوة الإسلامية في أندونيسيا لمّا زرتها من ثلاثين سنة.

قلت لكم إن الفضل كله فيها لرجل واحد، هو الذي شقّ للناس هذا الطريق وهو الذي قادهم إلى العمل، وهو الأستاذ الأكبر عمر سعيد شكرو أمينوتو، الذي أسس أول حزب إسلامي في أندونيسيا سنة ١٩١٠ وهو «شركة إسلام». وكانت بدايتها بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب اليابانية الروسية في مطلع هذا القرن الميلادي، إذ أسس الشبان المثقّفون أول اتحاد سياسي هو بودي أوتوهمو، وبعد ذلك تأسست جمعية الشركة الإسلامية التجارية، ثم أصبحَت حزباً بعنوان «شركة إسلام»، وقد عرفتم أن كلمة «شركة» في اللغة الأندونيسية بمعنى «جمعية».

كان هذا الحزب هو الساق الذي تفرّعت عنه الأحزاب والجمعيات كلها، وكان موجوداً لا يزال لمّا زُرت أندونيسيا. وكان مؤسسه شكرو أمينوتو شعلة حماسة وكنز إخلاص ومنارة هداية، بذل الهولنديون المستعمرون كل شيء ليصرفوه عن غايته: المناصب والأموال والمتع، فوجدوه جبلاً لا يتزحزح.

وكان في جزيرة جاوة رجل صالح مُصلِح هو الشيخ أحمد دحلان، فأسّس «الجمعية المحمدية» سنة ١٩١٢، وكانت لمّا زرت أندونيسيا أكبر جمعية تعليمية في الشرق، وربما كانت أكبر جمعية في العالَم للتعليم، أعضاؤها نحو من مئتي ألف ولها ألف وخمسمئة مدرسة ثانوية وسبعمئة مستشفى وثلاثمئة دار

<<  <  ج: ص:  >  >>