للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منزعجاً، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: الحمد لله، لعلّ الذي كان هو الخير، فالأمر أكثر من أن تتّسع له حلقة من ذكريات، ولا ينفع فيه إلاّ أن يتطوع أستاذ من أساتذة التاريخ (كالذي كتب إليّ وافتتحتُ بكتابه هذه الحلقة) فيجمع الأخبار ويستقصي المصادر، وأكثرها مكتوب بغير اللغة العربية، وينشئ من ذلك كتاباً في تاريخ المسلمين في الشرق الأقصى.

وخير من ذلك هو أن تجعل الجامعات أو إحداها كرسياً لهذا التاريخ، ليعرف أبناء المسلمين أخبار إخوانهم، فإن من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم.

* * *

أتمّ الكلام على الحقبة الإسلامية الجديدة. قلت لكم إن الجمعيات والأحزاب الإسلامية كوّنت منها بين الحربين شبه اتحاد باسم المجلس الإسلامي الأعلى، وعقد هذا المجلس مؤتمرات عامّة واشتغل بمسألة الخلافة، وأسّس «جمعية الخلافة في الهند الشرقية» (وكلمة «الهند الشرقية» هي الترجمة العربية لكلمة أندونيسيا). وكانت هذه الجمعية فرعاً لجمعية الخلافة في الهند، وكان من أعمالها أن أوفدَت وفداً إلى الملك عبد العزيز رحمه الله، من رئيس شركة إسلام وسلطان منصور عن الجمعية المحمدية.

واهتمّ هذا المجلس بقضايا العرب في فلسطين وبرقة وعمل على مقاطعة إيطاليا. وكذلك ترون أن المسلمين في كل بقعة من الأرض يجعلون قضية فلسطين قضيتهم، ونحن العرب نجعلها

<<  <  ج: ص:  >  >>