للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جيش فيه عشرة آلاف، وهي تحكم منطقة جبلية واسعة (١).

وقصة هذه الحكومة أنه لمّا ثار الشيوعيون في ماريون سنة ١٩٤٨ وأضعفوا الجمهورية رجع الهولنديون فاغتنموا هذه الفرصة -كما عرفتم- وهجموا على جوكجا واعتقلوا سوكارنو وحتا وسالم ونفوهم وعادوا لاحتلال البلاد، فتألّفت حكومة وطنية في سومطرة، وأشعلوها حرباً على الهولنديين سرعان ما امتدّت نيرانها إلى كل مكان، فقرّروا مواصلة الجهاد باتباع أسلوب حرب العصابات وسلّموا قيادتها إلى كارتو سويريو، وعاهدوه على أن تُقام بعد الظفر حكومة إسلامية تحكم بما أنزل الله، تُحِلّ الحلال وتحرّم الحرام وتُقيم الحدود وتنفّذ أحكام الإسلام كلها.

وأبلى كارتو سويريو في الجهاد أعظم بلاء وكان له الأثر الكبير في طرد المستعمرين وتحقيق الاستقلال، فلمّا استقلّت البلاد لم يفوا له بما وعدوه، فاعتزل بجنوده ومن تبعه واعتصم في هذه المنطقة الجبلية وأقام فيها حكومة إسلامية، وضع لها دستوراً مستمَداً من أحكام الشرع وسمّى عاصمتها «المدينة المنورة». وهذا الذي أصفه هو ما رأيته أيام زيارتي لأندونيسيا سنة ١٩٥٤، ولست أدري ما حالها اليوم لأن القوم لا يتحدّثون عنها ولا يُحبّون الكلام فيها، والأخبار العامّة لا تشير إليها.

* * *

وعقدَت الأحزاب الإسلامية والجمعيات الإسلامية مؤتمراً


(١) انظر فصل «نثار من المشاهدات والأخبار» في كتاب «في أندونيسيا» (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>