الأول:"دار العلوم في بغداد رقم ٤٨٨، حضرة الأستاذ علي الطنطاوي مدرس تاريخ الأدب في دار العلوم. يُرجى تشريفكم دار العلوم مساء الأحد ٣١ كانون الثاني سنة ١٩٣٧ (٢٠ ذي القعدة سنة ١٣٥٥هـ) في الساعة الرابعة والنصف زوالي، لحضور مجلس المدرسين الذي سينعقد للنظر في لائحة النظام. الإمضاء: فهمي المدرس، مدير دار العلوم". والكتاب مكتوب بخطّ الأستاذ الكبير فهمي المدرس رحمه الله، وهو خطّ رقعيّ جميل. وكان يكتب رسائله كلها بخطه لا يُحيلها على الطابعة لتطبعها.
والكتاب الثاني:"الكلية الشرعية الإسلامية بدمشق، رقم ٣٧/ ٨، لفضيلة الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي. قرّرَت عمدة الكلية الشرعية إسناد درس الثقافة للصفّين الخامس والسادس لعهدتكم، فأرجو تشريفكم للكلية الشرعية يوم السبت الآتي الواقع ١ ربيع الثاني سنة ١٣٦٣هـ (٢٥ آذار سنة ١٩٤٤م) للمذاكرة مع حضرتكم لتعيين الوقت، ودمتم باحترام. الإمضاء: مدير الكلية الشرعية محمد حسن الشطي".
ولست أتكلم عن الكتاب الأول فقد سبق ذكره عندما سردتُ ذكرياتي في بغداد، لكنني أقف عند الكتاب الثاني الذي أجعله مدخلاً إلى حلقة اليوم. لقد فتح عليّ باباً لا أستطيع أن أدخله حتى أجوز دهليزاً طويلاً جداً، فسيروا معي فيه، ولا تقولوا خرجتَ عن الموضوع فكلها ذكريات، وفي كل ذكرى صورة من الماضي، وفي بعضها صفحة لم تُكتَب من التاريخ.