للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا أقدَم (أو مِن أقدم) مَن درّس هذه المادة المحدَثة: مادة الثقافة الإسلامية، في دمشق أولاً ثم في مكة. ولم أكن مقيَّداً بمنهج محدَّد لأنه لم يكن أمامي مثل ذلك المنهج، فكنت أبدّل موضوعاتها تبعاً لما أجد من حال الطلاب وحاجتهم إلى ما يُلقى عليهم.

والغريب أني وجدت في عدد «المسلمون» الصادر يوم ١٣ جمادى الآخرة سنة ١٤٠٦، أي بعد ثلاث وأربعين سنة من شروعي في تدريسها، خبراً بأن اللجنة العليا للدعوة الإسلامية في الأزهر انتهت من إعداد منهج متكامل (يقصدون أنه كامل) للثقافة الإسلامية التي تَقرّر تدريسها في الجامعات المصرية اعتباراً من العام الجامعي المقبل.

وشيء آخر أنبّه إليه، هو أنه ليس من عادتي في هذه الذكريات أن أفيض في الكلام على المسائل العلمية ولا أن أضمّنها مباحث أو خلاصة عن هذه المباحث، ولكني خالفت عادتي هذه المرة فتكلمت عن تصنيف العلوم عند علمائنا، لأنني لم أجده مجموعاً في كتاب، بل نقّبت عنه حتى وفّق الله فجمعتُه (١)، فهو جزء من عملي لذلك ساغ أن أضمّه إلى ذكرياتي، ثم إنه يُفيد قارئ الجريدة كما يُفيد طالب الجامعة.

قلت إن الثقافة تشمل عادات المرء كلها: في شرابه وطعامه، وفي مشيه وقيامه، وفي صوته وكلامه، وفي لبسه وهندامه (٢). ومن


(١) سنة ١٣٦٣، أي قبل ستّ وأربعين سنة.
(٢) الهندام كلمة فصيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>