للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جِواء الفضاء وينحطّ على فريسته انحطاط حتم القضاء، يأتي عليه يوم يأوي فيه إلى السفوح ويهون أمام بغاث الطير. والأسد سيد الغاب، يدركه الهرم فيجرؤ عليه صغار السباع. والسنديانة الضخمة يجفّ عودها فتصير حطباً، إن لم تحطمه الرياح نالت منه فأس الفلاح.

ولا يدوم على عظمته وجلاله إلاّ الحيّ القيوم.

لقد استحييت من كثرة ما بدأت حديثاً ثم قطعته ووعدت أن أعود إليه فشُغلت بغيره، وصرت أكتب وأحدّث في الرائي والإذاعة ببقايا النشاط الذي كان لي يوماً، وإني لأقدّم ما أقدّمه هنا في الجريدة وفي الرائي على استحياء.

وأنا أعلم أن أدباء كباراً يتفضلون عليّ بالكثير من الثناء الذي لا أستحقّه، ينظرون إليّ بعين الرضا التي تكلّ أو تُغضي عن إدراك العيوب. بالأمس كتب عن حديثي «على مائدة الإفطار» الأستاذ تركي السديري في جريدة «الرياض» كلمة أخجلَتني وجعلتني أندم على أني لم أجوّد أحاديث رمضان هذا العام لأستحقّ منه بعض هذا الثناء، ومن قبله كتب متفضلاً الأستاذ عبد الله بلخير الصديق القديم، ومن قبلهما الأستاذان الكبيران أحمد أبو الفتح والأستاذ أكرم زعيتر. وهؤلاء كلهم أعلام يعتزّ من ينال منهم بعض ما نلت، لولا أنني أعرفهم كراماً يُعطون الكثير وأعرف أني لا أستحقّ الأقلّ من هذا الكثير.

لقد أدركت أني لن أفلح في السير في تدوين هذه الذكريات كما يسير الناس، لأني لا ألتزم فيها أسلوباً من الأساليب التي

<<  <  ج: ص:  >  >>