للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبلغنا آخن، وقلت لسائق السيارة أن يأخذني إلى المسجد، وكان معروفاً ولم يكن في البلدة مسجد غيره، وكان أمام المحطة الفرعية للقطار فلم يكن يضلّ عنه أحد. وكان المسجد مجاوراً لأبنية الجامعة في آخن، بل هو داخل في نطاقها، فلما دنوت منه وجدت حفيدَيّ هادية وأيمن ولدَي الأستاذ عصام العطّار يلعبان، فدعوتهما، فلما رأياني بدت على وجهيهما دهشة لايمكن وصفها، ثم زادت هذه الدهشة وتضاعفت لمّا رأيا جدّتهما (زوجتي) معي، وأسرعا إلى أمهما يخبرانهما. كانت مشغولة الفكر مرّت عليها أيام أبطأت فيها رسائلنا وتعسّر الاتصال بنا، فلما قالا لها إننا هنا حسبت (كما خبّرتني رحمها الله ورزقني الصبر عنها) أنهما يمزحان معها فكادت تغضب منهما، فلما أكّدا الخبر وكرّراه خرجت لترانا فلم تصدّق بصرها، وجاء عصام فخرج يتلقانا يرحّب بنا.

وكان كل ما بذلنا من الجهد وما حملنا من المشقّة لهذه المفاجأة التي لم يكن ينتظرها أحد.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>