أول مرة تلك اللعبة التي افتُتح بها تاريخ الطيران؟ أندع مئات المجلَّدات التي أُلّفت في النحو ونعود إلى ما قالوا إن أبا الأسود الدؤلي قد وضعه مفتتِحاً به النحو حين قال: إن الكلام اسم وفعل وحرف؟ أو ما زعموا أن علياً - رضي الله عنه - هو الذي وضعه وقال له: انحُ هذا النحو، فسُمّي «نحواً».
ليس علينا، بل لا حقّ لنا، أن نضع أساس العمل الإسلامي؛ بل أن نجدّد من جوانب البناء ما أبليناه وأن نُصلِح ما أفسدناه ليعود كما كان. فإذا شئتم أن تعرفوا أسس العمل الإسلامي وأن تُقيموها في شباب أوربا فاذكروا أن العربي، بل الأعرابي، كان يَفِد على رسول الله عليه الصلاة والسلام فيبقى عنده يوماً أو بعض يوم، فيتعلم من الإسلام ما تصحّ به عقيدته ويسلم به دينه، ويعود إلى قومه داعياً إليه مبشّراً به معلّماً له.
وإن عند من حولكم من شباب أوربا، إن لم يكن عندهم جميعاً، من صفاء القلب مثل الذي كان عند أولئك الأعراب الوافدين على الرسول عليه الصلاة والسلام، بل إن عندهم فوق ذلك من العلوم الجديدة ما ليس عند أولئك، فأعطوهم الإسلام صافياً خالياً من آراء المتكلمين وخلافات المجتهدين ومن طرق الصوفية ومن بدع المبتدعين، فلعله إذا صادف قلوباً نظيفة فارغة تمكّن منها واستقرّ فيها، ولعلّ من هؤلاء الشباب الذين يُقبِلون اليوم عليكم ويستمعون إليكم مَن سيكون هو المصلح المنشود والقائد المنتظَر وحامل لواء الدعوة إلى الإسلام.