ومن قال لكم إن المرأة المسلمة إن بقيت في أوربا على حجابها سخروا منها أو آذوها فلا تصدّقوه، فما يسخر ثَمّة أحدٌ من أحد. تلك آداب تعلّموها من كتاب الإسلام القرآن ونسي بعضَها بعضُ أهل الإسلام. ولكني أنصح مَن تذهب إلى تلك الديار أن تلبس قريباً مما يلبس النساء هناك حتى لا تنبّههم إليها فتقع الأنظار عليها، بشرط أن لا تكشف إلاّ وجهها ولا تكشف ما أمر الله بستره من جسدها، ولا يكون لباسها ضيقاً يحكي جسدَها ولا رقيقاً يشفّ عنه ولا غريباً يلفت الأنظار. وإن بقيت على عباءتها ولم تفارق زيها في بلدها لم يضرّها ذلك في نفسها بل سبّب الخسارة لها في مالها، لأنهم صاروا يطمعون فينا ويظنّون أن كل قادم من أرض النفط (الخليج) يملك بئر نفط فيزيدون الأسعار علينا. حتى الإنكليز الذين كانت تُضرَب بأخلاقهم الأمثال (حتى ألّف حافظ عفيفي باشا كتابه «الإنكليز في بلادهم») أخذوا هذه الأخلاق وصاروا -كما تسمعون- لا يطمعون إلاّ بالمال، استغلّوا له كل شيء حتى العلم، حتى الطب. فانتبهوا ياأيها الناس.
إقليم الآرْدِن من أجمل الأقاليم، بعضه مع فرنسا وأكثره مع بلجيكا، وهو الباب الذي يدخل الغزاة منه عليهما؛ في حرب السبعين أيام بسمارك ونابليون الثالث، وفي الحرب الأولى سنة ١٩١٤ والثانية سنة ١٩٤٠. أنشأ الفرنسيون خطّ ماجينو الذي قالوا إنه لا يُقتحَم ولا يدخل منه عدو مهما قوي، فكان كقبر جحا في قونية الذي زعموا أنه مؤيَّد بعوارض الحديد وأن عليه من الأقفال ما يزن القناطير فهو لا يُفتح ولا يُكسر، ولكن ليس من حوله جدران فمن شاء الدخول دار فولج المكان. وكذلك فعل الألمان،