للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أودع الله في كل حيوان قوة يدافع بها عن نفسه، من مخلب أو ناب، أو قرن ينطح كقرن الثور، أو خرطوم يرفع ويخبط كخرطوم الفيل، أو سم كسم الحية، أو شوك كشوك القنفذ، أو درع كدرع السلحفاة، أو مكر كمكر الثعلب، أو سرعة كسرعة الغزال ... ومن أعجب أسلحة الحيوان أن الحُبارى تقاتل بزَرْقها، فإذا رأت حيواناً زَرَقت عليه (أي بالت عليه) فيخرج زَرْقُها حامياً منتناً منطلقاً كالرصاصة فيقتل، ولذلك قالت العرب: «سِلاحها سُلاحها». أما هذا الحيوان الوديع الأليف البديع الظريف فسلاحه شجاعته، فهو يلتقم فمَ الحية فيقتلها، ولكن هذه الشجاعة تقتله.

الحديث عن الحيوان طويل، فأكتفي منه بهذا الذي قيل.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>