للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيضاء من عين منين كانت تلحقه حيثما مشى قالة السوء، وكان معروفاً بأنه يشفع الشفاعات السيئة التي يكون له كِفْل منها، وكان له ولد هو صديق لنا يتبوأ منصباً عالياً في الدولة، جاء مرة مع ناس من أهل بلده لهم دعاوى في المحكمة. سمعت صوته من وراء الباب فخفت أن يسلّم عليّ ويوهمهم أنه يكلّمني في قضاياهم، فتردّدت بين واجب المجاملة وواجب الصدع بالحقّ، فآثرت رضا الله على رضاه، وخرجت إليهم وقلت لهم: هذا الشيخ لا صلة له بي ولا بالمحكمة، ولا أقبل منه تدخلاً في قضية ليس مدّعياً ولا مدّعىً عليه فيها، فإذا كان قد أوهمكم غير ذلك فلا تصدّقوه، وإذا كان قد أخذ منكم شيئاً على هذه الوساطة فاستردّوه.

ودخلت وأغلقت الباب، وكان لذلك أثر عميق تحدّث به الناس حيناً.

ثم ما كان من انتدابي لمحكمة دمشق، وسوء حالها، وسفر القاضي الممتاز للحجّ وانتدابي للعمل مكانه. ولا بأس أن أثبت هنا نصّ قرار الانتداب إلى المحكمة الشرعية في دمشق: بناء على سفر القاضي الممتاز السيد عزيز الخاني لقضاء فريضة الحجّ تُوزَّع الأعمال المنوطة به على الوجه الآتي: يقوم السيد عادل علواني برئاسة المجلس المشترك. ويقوم السيد صبحي الصباغ برئاسة المجلس العلمي ومجلس الأيتام. ويقوم السيد علي الطنطاوي بالمعاملات الإدارية، على ألاّ يذهب إلى دوما أثناء غياب القاضي الممتاز بل يقوم بأعمال المحكمة الشرعية بدوما حاكم الصلح السيد مصطفى المغربي. دمشق في ١٨/ ١٠/١٩٤٥. وزير العدلية.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>