وأحببتهم وخالطتهم، ثم فُجعت بهم، كانوا نماذج في حُسن الخلق وفي نبل النفس، وفي محبتهم الناسَ ومحبة الناس إياهم، وفي الإقبال على العمل والدأب عليه، والذين حزنتُ عليهم حقاً ودعوت لهم من قلبي بالرحمة والغفران ولآلهم وذويهم بالصبر والسلوان: للأستاذ الجليل الشيخ عبد العزيز، الأخ الأكبر للشيخ حسن الذي كان وزير المعارف قبله، والفريق (الجنرال) الأستاذ الطيب، وهو الأخ الأكبر كما أظن للأستاذ عبد الرحمن، ولأولادهم الذين لم أشرف بمعرفتهم، لا لأن مثلهم يُجهل مكانه بل لأنني فرضت على نفسي من سنين عزلة كاملة، فلا أخرج من داري إلاّ إلى المسجد أو إلى الإذاعة أو الرائي. ولقد عرفت من أنسباء الأستاذ عبد الرحمن أن معالي الأستاذ الكاتب الفاضل الشيخ عبد العزيز السالم هو عديله (وربما سُمّي مسلم ابن عبدالله المسلم في مقالاته الجِياد)، فلهؤلاء مني أجمل العزاء ولمن اختاره الله إلى جواره الرحمة والغفران.