رُسلَ التمدّنِ إنْ كانت شريعتُكم ... هدمَ البلاَدِ قلىً لاَ كانَ شرعكُمُ
لا تحسَبُوا أنّ هذا الشعبَ يرهبُكم ... إذا بغَيتم فبغيُ الناسِ قبرُهُمُ
ومن قصيدة وجدتها عندي لشاعر اسمه علي منصور لا أعرفه، من الشعر السهل الطريّ الذي يذكّر بشعر أبي العتاهية:
ضعي لظلمِكِ حدّا ... فقدْ تزايَدَ جِدّا
وغادِري الشامَ تسكُنْ ... وأرضَ حورانَ تهدا
ولا يغرَّنْكِ جُندٌ ... فالحقُّ أكثرُ جُنْدا
وعندي لشاعرنا الكبير خير الدين قصيدة قالها في رثاء فؤاد سليم من قُوّاد ثورة الدروز، من هذا الطراز، وإن كانت أحسن سبكاً وأجمل أسلوباً، كأن فيها من روح البهاء زهير حين يقول:
إنْ تنسَ عهدي فإني ... واللهِ لم أنسَ عهدَكْ
صدَقْتَ والله عهدَكْ ... لا جفَّ دمعيَ بعدَكْ
آليْتَ ميتةَ حرٍّ ... ومتَّ تحملُ بندَكْ
قضيْتَ حقَّ العوالي ... وأنتَ تقتادُ جُندَكْ
عملْتَ للمجدِ حتّى ... أدركْتَ بالموتِ مجدَكْ
وللصديق الشيخ محمد سعيد العامودي قصيدة يعارض فيها قصيدة ابن هانئ الأندلسي مطلعها:
القومُ قومُكِ والبنونَ بَنوكِ ... والطامحونَ إلى العُلى أهلوكِ
يقول فيها:
المُلْكُ مُلكُ بني أميّةَ ناطقٌ ... عن أمسِكِ الزاهي وعنْ ماضيكِ
والسّؤدَدُ العربيُّ والتاريخُ قد ... شهِدا المحاسنَ في رُبى واديكِ