للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زور، ومنهم من نالها ببعض الباطل، أعدّ بحثاً عن شاعر مثلاً، فألمّ بجوانب حياته ودرَس شعره وجمع أخباره وأورد ما قيل فيه وما قاله، ولكنه لم يعرف من شعراء عصره غيره، بل هو لا يستطيع أن يُقيم لسانه بأبيات له، وإن هو قرأها لم يفهمها، وإن هو فهمها لم يقدر أن يشرحها!

ولقد رأيت مسوَّدات رسائل ماجستير ودكتوراة نالت بعد ذلك الدرجة العالية، فكنت أجد فيها من الغلط والخبط والأخطاء والجهالات ما لا أرتضيه من طالب المدرسة المتوسطة. ولقد رأيت من حرص الدول على الشهادات واعتبارها وحدَها مقياس العلم عجائب وغرائب، حتى إنني كنت أُسأل هذا السؤال الرسمي وأنا أدرّس في الجامعة هنا، السؤال الذي يقول: ما هي مؤهّلاتك؟ فكنت أتهرب منه لأنني إن اكتفيت بما قرأته في الجامعة وفي المدارس قبلها أظلم نفسي، فالذي قرأته فيها لا يبلغ واحداً من ألف مما قرأته بعدها. ثم إن عملي في حياتي الذي انقطعت إليه واشتغلت به وكتبت فيه هو الأدب وعلوم الدين، وليس عندي مؤهّل رسمي في واحد منهما. ولمّا ذهبنا لوضع نظام الدراسات العليا يوم دعا إليها وعمل على إنشائها أخونا الدكتور محمد أمين المصري، وحقّق له ما يريد حتى افتتح أول قسم للدراسات العليا في مكة معالي الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ، رحمه الله ورحم المصري وجزاهما خيراً.

كنا جماعة، فرجعوا إلى أعمالهم وبقيتُ هناك أجادل أطلب أن لا تكون الشهادة وحدها هي مقياس الأستاذية في الجامعة. وكان مما قلته لهم: خبّروني عن الذي حمل أول شهادة دكتوراة

<<  <  ج: ص:  >  >>