للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عنده، وما النصر إلاّ من عند الله. لنتيقظ لتلك الفئة التي تزعم أنها منّا، وتؤْثر على ديننا وكتاب ربنا ضلالات الملحدين وبدع المبتدعين، ومَن في تلك الفئة؟ إن فيها أبناءنا وإخواننا أفسدتهم علينا هذه المدارس وهذه المجتمعات، أخذَتهم منا مؤمنين وردّتهم إلينا كافرين بدينهم، مزدرين لفضائلهم، أعداء لآبائهم وعترتهم. ونحن؟ نحن غافلون نائمون، لا نواجه عدواً ولا ندرأ خطراً ولا نُنكِر منكراً. إننا راجعون إلى ربنا، وسيسألنا عن دين أضعفناه ومجد أضعناه، فبماذا نجيب؟ لقد نزلَت فينا المصائب وتوالت النكبات، حتى صرنا إذا أصابتنا السهام تكسرت النصال على النصال، فلم نعد نشعر بآلامها.

لقد طفح الكيل وتكاثف الظلام، فإلى النور، إلى الحياة. قوموا اليوم بين يدي ربكم وأقبلوا عليه بقلوب مخلصة وحّدها الدين، ثم اسألوه أن يفرّج عن المسلمين وأن يمدكم بنصره ومعونته. ادعوا، فقد دعا الرسول ‘ يوم بدر وألحّ في الدعاء، ولكنْ بعد أن أعدّ الجيش وصفّ الجند واتخذ الأسباب كلها التي يقدر عليها، ثم سأل الله ما لا يقدر عليه إلاّ الله، وهو تحقيق النصر. فاعملوا وتوكلوا، أعدّوا وادعوا، اسعوا وسَلوا، وإذن يجيب الله دعاءكم ويعطيكم سؤالكم.

هذا ما قلته في ربيع الأول سنة ١٣٥٠هـ في يوم إعلان تأليف أول جمعية إسلامية في سوريا.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>