دقائق الانتظار وأشرع في الكلام، وهذا يطيل انتظاري.
* * *
قلت لكم إن «اللجنة العليا لطلاب سوريا» كانت من باب خداع العناوين، وقد آن الأوان لبيان حقيقتها.
كنت أنا أخطب، ولكن لا أصلح لما يسبق الخطبة من إعداد ومن مفاوضات ومحادثات، وكان لي رفيق هو أصلح الناس للمحادثات والمفاوضات ولكن لا يصلح للخطابة. هو اجتماعي مئة على مئة كما يقولون، وأنا رجل متوحّد منفرد، لا أستطيع أن أوغل في مخالطة الناس لأني لا أكذب ولا أحتمل كذباً من أحد ولا أخلف الوعد ولا أصبر على إخلاف المواعيد، ومن قال لي شيئاً ولم يحقّقه غضبت منه، ومن شعرت أنه مخادع سقط من عيني ... فكمّل أحدُنا نقصَ الآخر. كان رفيقي في مكتب عنبر، ثم صار طالباً في «الطب» وصرت أنا طالباً في «الحقوق»، فكنا نتلقّى الأمر من الكتلة، ثم نقعد معاً في مكان أو نتحدث في طريق، فنرسم الخطّة ويقوم كلٌّ منّا بحمل قسطه منها، وهذه هي «اللجنة العليا».
هذا الرفيق هو الدكتور صبري القباني، وربما انضمّ إلينا ثالث هو الدكتور مدحت البيطار سفير سوريا السابق في المملكة. وقد نشأنا نحن الثلاثة نشأة فقر، كما نشأ رفيقنا أحمد السمّان الذي صار مدير جامعة دمشق. رحمه الله ورحم القباني ورحم من سبقنا من الإخوان.