حكومة دمشق، وحكومة حلب، ولبنان الكبير، والعلوييين، والدروز.
وما لبنان الكبير؟
إنه جبل لبنان وما ضُمّ إليه من مدن الساحل ومنها بيروت، والأقضية الأربعة التي أُخذت من سوريا، ومنها طرابلس والبقاع. ولطالما صرخنا في المظاهرات وكتبنا في الصحف والمنشورات نطالب بالأقضية الأربعة، ثم طال الأمد فنسيناها. ولما وهب الفرنسيون قطعة من أرض الشام للحكومة التركية (الكمالية)، هي لواء الإسكندرون، طالبنا بها وصِحنا وكتبنا ونظمنا القصائد والأغاني، ثم نسيناها. كما صِحنا وطالبنا وشكونا إلى مجلس الأمن لمّا عدا اللصوص العادون على حيفا ويافا وعكّا، ثم نسينا عكّا ويافا وحيفا وجعلنا أكبر همّنا وأقصى مطالبنا بعد نكبة ١٩٦٧ المطالبة بإزالة آثار العدوان، المطالبة باللسان لا بالسيف والسّنان، أي إبقاء ما كان على ما كان. ثم كانت فتنة الدعوة إلى السلام؛ أي أن يصطلح صاحب البيت مع الحرامي، فيترك له ما سرقه أولاً ليردّ إليه ما سرقه ثانياً، فأمسك اللص بالسرقتين وزاد عليهما سرقة بعض أرض لبنان! وما السبب في هذا كله؟ السبب أن المرء إنْ طرقه اللص طلب شرطة النجدة، والشرطي هنا حليف الحرامي يمدّه بالمال وبالسلاح ليحمي أمنه. أي أن من حقّ اللص إن دخل داراً غير داره وسرق ما فيها وطرد أهلها، من حقّه بمنطق هذا الشرطي أن ينام آمناً فلا يزعجه صاحب الدار عن منامه بحركته أو بكلامه!