للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكرمي. وعرفت شعر شوقي وحافظ والمطران من قديم، ولست أدري إلى الآن ما الذي جمع مطران بهما وحشره معهما، وما هو من طبقتهما ولا من أقرانهما، وما قرأت له عشرة أبيات متوالية يُقال لها «شعر»، حتى قصيدته المشهورة عن بَعْلَبكّ ما هي إلاّ تاريخ منظوم وأفكار تمشي على الأرض، ليس فيها ما يطير إلى جوّ الشعر! وعرفت شعراء مصر أو أكثرهم من كتاب الصديق الأستاذ أحمد عبيد «مشاهير شعراء العصر».

ثم فُتح أمامي الباب على مصراعيه، فعرفت من «الهلال» وأخواتها أو بناتها ومن السياسة الأسبوعية ومن غيرهما أكثرَ أدباء مصر، وقرأت كل كتب العقّاد يومئذ («المطالعات» و «ساعات بين الكتب» والديوان وغيرها)، وكنت وأنا طالب أُعجَب بفكره وأستفيد من سعة اطّلاعه ولكنْ لا أطرب كثيراً لأسلوبه. وقرأت كتب المازني: «حصاد الهَشيم» و «قَبْض الريح»، ورواية «ابن الطبيعة» التي ترجمها عن الإنكليزية لا عن أصلها الروسي، وكادت تؤثر في ديني وتُفسِد فكري لولا أن أنقذني الله من شرّها. وقرأت له «إبراهيم الكاتب» و «غريزة المرأة» التي سرقها أو اقتبسها أو قلّد فيها الكاتب الإنكليزي غالسورثي، ما بدّل إلاّ الأماكن، فبدلاً من ميدان طرف الغار (١) مثلاً في لندن وضع ميدان السيدة، وبدلاً من الأسماء الإنكليزية وضع لأشخاص الرواية أسماء عربية، وفضحه محمد علي حماد في جريدة البلاغ (كما أظن) فنشر النص الأصلي من الرواية الإنكليزية في عمود وإلى


(١) المشهور أن اسمه «الطرف الأغر» (ترافلغار)، مع أنها كلمة عربية أصلها «طرف الغار» وبها سُمّيت المعركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>