للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتخطّى واحداً فلا يقدّم إليه الفنجان، والقاعدة أن يبدأ من اليمين ثم يقدّمها للقاعدين على تسلسل أماكن قعودهم، ولا يصبّ في الفنجان إلاّ قليلاً رشفة واحدة، وليس من الكرَم أن يملأه، ومن اكتفى هزّ الفنجان، فإن صبّه قبل أن يهزّه فعليه أن يشربه، فإن لم يشربه لم يَجُز أن يقدّمه الساقي لمن بعده بل يشربه هو أو يريقه على الأرض، ولو كانت مفروشة بالبساط الغالي أو السجّاد الثمين. هذا حُكم العادة، أمّا حكم الشرع فإن هذا لا يجوز لأنه من باب إضاعة المال وإفساده.

وكان يدرّسنا اللغة الفرنسية من ستين سنة مدرّس فاضل اسمه شكري الشربجي، كان ضابطاً كبيراً في الحجاز بعد الحرب الأولى، وكان يقود فصيلاً من الجند أصلهم من الأعراب، فافتقدهم في ساعة عمل فلم يجدهم، فلما حضروا قال: فيمَ كنتم؟ قالوا: كنّا نَتَقهوى. قال: أفي مثل هذه الساعة وبلا إذن؟ قالوا: والله -يا البيك- نتقهوى ولو في خشم الأسد!

وقد بطلت الآن بحمد الله أمثال هذه المشاهد وعمّ الجندَ الانضباط والنظام. ومن ولعهم بالقهوة أنهم نحتوا من اسمها فعلاً فقالوا: «تَقَهوى يَتَقهوى»، وتوسّعوا في معناه حتى صار يشمل ما يشمله اسم «حفلة الشاي».

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>