للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وَقِيلَ: وَهُوَ فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَتَمَّ الْكَلَامُ عِنْدَ قَوْلِهِ: {مِنَ اللَّهِ} ثُمَّ قَالَ {وَمِنْ قَبْلُ} هَذَا تَفْرِيطُكُمْ فِي يُوسُفَ] (١) وَقِيلَ: {مَا} صِلَةٌ. أَيْ: وَمِنْ قَبْلِ هَذَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ.

{فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} الَّتِي أَنَا بِهَا وَهِيَ أَرْضُ مِصْرَ {حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} بِالْخُرُوجِ مِنْهَا وَيَدْعُونِي، {أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} بِرَدِّ أَخِي إِلَيَّ، أَوْ بِخُرُوجِي وَتَرْكِ أَخِي. وَقِيلَ: أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي بِالسَّيْفِ فَأُقَاتِلُهُمْ وَأَسْتَرِدُّ أَخِي.

{وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} أَعْدَلُ مَنْ فَصَلَ بَيْنَ النَّاسِ.

{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (٨١) } .

{ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ} يَقُولُ الْأَخُ الْمُحْتَبِسُ [بِمِصْرَ] (٢) لِإِخْوَتِهِ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ، {فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ} بِنْيَامِينَ، {سَرَقَ} قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ "سُرِّقَ" بِضَمِّ السِّينِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا، يَعْنِي: نُسِبَ إِلَى السَّرِقَةِ، كَمَا يُقَالُ: خَوَّنْتُهُ أَيْ نَسَبْتُهُ إِلَى الْخِيَانَةِ.

{وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا} [يَعْنِي: مَا قُلْنَا هَذَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا] (٣) فَإِنَّا رَأَيْنَا إِخْرَاجَ الصَّاعِ مِنْ مَتَاعِهِ. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: وَمَا شَهِدْنَا، أَيْ: مَا كَانَتْ مِنَّا شَهَادَةٌ فِي عُمْرِنَا عَلَى شَيْءٍ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا، وَلَيْسَتْ هَذِهِ شَهَادَةٌ مِنَّا إِنَّمَا هُوَ خَبَرٌ عَنْ صَنِيعِ ابْنِكَ بِزَعْمِهِمْ.

وَقِيلَ: قَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا يَدْرِي هَذَا الرَّجُلُ أَنَّ السَّارِقَ يُؤْخَذُ بِسَرِقَتِهِ إِلَّا بِقَوْلِكُمْ، فَقَالُوا: مَا شَهِدْنَا عِنْدَ يُوسُفَ بِأَنَّ السَّارِقَ يُسْتَرَقُّ إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا، وَكَانَ الْحُكْمُ ذَلِكَ عِنْدَ الْأَنْبِيَاءِ؛ يَعْقُوبَ وَبَنِيهِ.

{وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ} قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: مَا كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَكَ سَيَسْرِقُ وَيَصِيرُ أَمْرُنَا إِلَى هَذَا وَلَوْ عَلِمْنَا ذَلِكَ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا قُلْنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا مِمَّا لَنَا إِلَى حِفْظِهِ مِنْهُ سَبِيلٌ. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: مَا كُنَّا لِلَيْلِهِ وَنَهَارِهِ وَمَجِيئِهِ وَذَهَابِهِ حَافِظِينَ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ فَلَعَلَّهَا دُسَّتْ بِاللَّيْلِ فِي رَحْلِهِ.


(١) ما بين القوسين ساقط من "ب".
(٢) ساقط من "أ".
(٣) ساقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>