(١) انظر هذه الأقوال في: الطبري: ١٦ / ١٧١ - ١٧٢، الدر المنثور: ٥ / ٥٨١ - ٥٨٢. وقد اختار الطبري أن المعنى: ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه في الصورة والهيئة، كالذكور من بني آدم، أعطاهم نظير خلقهم من الإناث أزواجا، وكالذكور من البهائم أعطاها نظير خلقها، وفي صورتها وهيئتها من الإناث أزواجا، فلم يعط الإنسان خلاف خلقه، فيزوجه بالإناث من البهائم، ولا البهائم بالإناث من الجن، ثم هداهم للمأتى الذي منه النسل والنما كيف يأتيه، ولسائر منافعه من المطاعم والمشارب وغير ذلك،. . لأنه سبحانه لا يعطى المعطى لنفسه، بل إنما يعطي ما هو غيره، لأن العطية تقتضي المعطي والعطية والمعطي، ولا تكون العطية هي المعطى، وإذا لم تكن هي هو، وكانت غيره، وكانت صورة كل خلق بعض أجزائه، كان معلوما أنه إذا قيل: أعطى الإنسان صورته إنما يعني أنه أعطى بعض المعاني التي به مع غيره دعي إنسانا. وإن كان هذا الذي اختاره الطبري رحمه الله لا ينفي إرادة بعض المعاني الأخرى التي تدل عليها الآية كما في قول الضحاك. والله أعلم.