للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (١٠٥) وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا (١٠٦) }

{فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ} أَيْ: أَرَادَ فِرْعَوْنُ أَنْ يَسْتَفِزَّ مُوسَى وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْ: يُخْرِجَهُمْ {مِنَ الْأَرْضِ} يَعْنِي: أَرْضَ مِصْرَ {فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا} وَنَجَّيْنَا مُوسَى وَقَوْمَهُ. {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ} أَيْ مِنْ بَعْدِ هَلَاكِ فِرْعَوْنَ {لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ} يَعْنِي أَرْضَ مِصْرَ وَالشَّامِ {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ} يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا} أَيْ: جَمِيعًا إِلَى مَوْقِفِ الْقِيَامَةِ وَاللَّفِيفُ: الْجَمْعُ الْكَثِيرُ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ. يُقَالُ: لَفَّتِ الْجُيُوشُ إِذَا اخْتَلَطُوا وَجَمْعُ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ فِيهِمُ الْمُؤْمِنُ وَالْكَافِرُ وَالْبَرُّ وَالْفَاجِرُ.

وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ": يَعْنِي مَجِيءَ عِيسَى مِنَ السَّمَاءِ "جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا" أَيِ: النُّزَّاعُ (١) مِنْ كُلِّ قَوْمٍ مِنْ هَاهُنَا وَمِنْ هَاهُنَا لُفُّوا جَمِيعًا. قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} يَعْنِي الْقُرْآنَ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا} لِلْمُطِيعِينَ {وَنَذِيرًا} لِلْعَاصِينَ. {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} قِيلَ: مَعْنَاهُ: أَنْزَلْنَاهُ نُجُومًا لَمْ يَنْزِلْ مَرَّةً وَاحِدَةً بِدَلِيلِ قِرَاءَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَقُرْآنًا فَرَّقْنَاهُ} بِالتَّشْدِيدِ وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِالتَّخْفِيفِ أَيْ: فَصَّلْنَاهُ وَقِيلَ: بَيَّنَّاهُ وَقَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهُ فَرَّقْنَا بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} أَيْ: عَلَى تُؤَدَةٍ وَتَرْتِيلٍ (٢) وَتَرَسُّلٍ فِي


(١) في "أ": اليراع.
(٢) ساقط من "ب".

<<  <  ج: ص:  >  >>