جهة، ومن جهة أخري فإن القرآن نزل على سبعة أحرف، وقد يكون أحدهم مصحفه على حرف من تلك الأحرف المنزل بها القرآن والمرخص في القراءة بها.
٣ - وقد كانت مصاحفهم عندهم ليرجع أحدهم لمصحفه الخاص من أجل ذلك، وكل منهم له اجتهاده في حدود ما بلغه علمه من تلك الأحرف.
٤ - لما جمع عثمانُ الصحابةَ على المصحف الإمام وأمر الناس بتحريق المصاحف كان ذلك الأمر من الخليفة الراشد الحاكم والآمر لزامًا عليهم جميعًا الاستجابة له ولأمره، وذلك لأمرين اثنين:
أما الأمر الأول: فلأنه الحق الذي أجمعوا عليه جميعًا وتم بمشورتهم ومشاركتهم، فلا يحل لأحد منهم مخالفته.
وأما الثاني: فلأن الذي فعل ذلك وجمع الناس عليه هو الخليفة الراشد حاكم المسلمين والقائم على أمرهم، فلا يحق لأحد شق عصى الطاعة والخروج عن لزوم أمره الموافق لإجماع الصحابة أجمعين.
٥ - ومما يدلل على ما سبق ذكره إجمالًا: ما ثبت عند البخاري من حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-: