للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلقه جل في علاه، كما قال سبحانه في محكم كتابه وهو أصدق القائلين: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩).

ولذلك أجمع المسلمون على كفر من زعم أن في القرآن تبديلاً، أو تحريفًا، أو أدنى زيادة، أو نقصان.

قال ابن حزم: (ت: ٤٥٦ هـ) -رحمه الله-:

القول بأن بين اللوحين تبديلًا: كفر صحيح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (١)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) -رحمه الله-:

وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ونحو ذلك، وهؤلاء يسمَّون القرامطة والباطنية، ومنهم التناسخية، وهؤلاء لا خلاف في كفرهم. (٢)

قال القحطاني الأندلسي (٣) يصف الرافضة في" نونيته":

إِنَّ الرَوَافِضَ شَرّ مَن وطئ الحصى … كل إنس ناطق أو جان

مدحوا النبي وخونوا أصحابه … ورموهم بالظلم والعدوان

حبوا قرابته وسبوا صحبه … جدلان عند الله منتقضان

فكأنما آل النبي وصحبه … روح يضم جميعها جسدان

فئتان عقدهما شريعة أحمد … بأبي وأمي ذانك الفئتان (٤)

موقف علماء الرافضة من المصاحف العثمانية

كانت هذه المقدمة الموجزة والهامة للغاية بمكان بين يدي مبحث موقف علماء الرافضة من المصاحف العثمانية، ومن أبرز عقائدهم في ذلك:

أولًا: اعتقادهم الباطل أن "عليًا" أول من جمع القرآن، وأن مصحفه أفضل من المصحف الإمام "مصحف عثمان":

يَعتقد الشيعة أن أول من جمع القرآن هو عليّ بن أبي طالب، وأنه اعتزل الناس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ل الكريم، وكان موقفه هذا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قال: لا


(١) - الفِصَل في الأهواء والملل والنِّحَل (٤/ ١٣٩).
(٢) الصارم المسلول (٣/ ١١٠٨ - ١١١٠).
(٣) توفي في: (٣٧٩ هـ أو ٣٨٣ هـ أو ٣٨٧ هـ).
(٤) - نونية القحطاني (ص: ٢١)، لأبي محمد عبدالله بن محمد الأندلسي، الناشر: مكتبة السوادي للتوزيع - جدة، الطبعة الثالثة، ١٩٩٥ تحقيق: محمد بن أحمد سيد أحمد، جزء: ١

<<  <   >  >>