للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمسجد فاضل باشا بحي السيدة زينب- بالقاهرة- وقيل كان ذلك سنة ١٩١٨ م حيث عين قارئًا للسورة (١)، قيل: وهو في سن الخامسة عشرة، ويُستبعد هذا العمر لكونه من مواليد: سنة ١٨٨٢ م، فيكون عمره وقتئذ ستًا وثلاثين سنة-على العموم- لا يُظن أبدًا أنه سجل قبل هذا العمر المبكر، ألا وهو سن (الخامسة عشرة) الذي هو عمره وقت تعينه كقارئ سورة، وليس عمره وقت أول تسجيل له، وعلى كل الأحوال يأتي ترتيب تسجيل الشيخ "رفعت" ثاني تسجيل ظهر زمانيًا بعد أول تسجيل ظهر لـ"سورة الضحى" من "الحرم المكي" والذي كان عام ١٣٠٢ هـ، الموافق: ١٨٨٥ م، والشيخ في هذه السنة ما يزال في المهد، وهذا مما لا شك فيه البتة.

وكانت آلات التسجيل وقتها بدائية، ومما يدلل على ذلك رداءة التسجيل المصحوب بعدم وضوح الصوت وصفائه ونقائه تمامًا في بعض تلك التسجيلات.

كانت هذه البداية- في حدود علم الباحث الضيق، وما وصل إليه جهده الضئيل، ثم تتابع وتوالى بعد ذلك تسجيل تلاوات متفرقة لمشاهير القراء.

بداية فكرة التسجيل الصوتي للقرآن الكريم كاملًا (المصحف المرتل):

أول من قام بهذه الفكرة هو الدكتور النبيل/ لبيب السعيد (٢) رحمه الله تعالى


وفي عام ١٩٤٣ م أصيب فضيلة الشيخ محمد رفعت بسرطان في الحنجرة وكان يعرف وقتها بمرض "الزغطة" ولذا توقف الشيخ عن القراءة ولم يكن يمتلك تكاليف العلاج واعتذر عن قبول أي مدد أو عون من رؤساء وملوك العالم الإسلامي وقال: قارئ القرآن لا يهان.
وعندما مرض الشيخ محمد رفعت قاد الأديب الكبير فكرى أباظة حملة صحفية لجمع التبرعات المالية له ولكنه رفض بشدة واقترح تخصيص وتوجيه هذه التبرعات للأيتام.
وفى يوم مولده الاثنين التاسع من شهر مايو ولكن فى عام ١٩٥٠ م فاضت روحه إلى بارئها وأراد حسين الابن الأصغر للشيخ الجليل أن يجمع تسجيلاته وبالفعل وجد مجموعة من التسجيلات لدى زكريا باشا نوران وذات يوم قالت زوجته: برغم نشاطات زوجي زكريا باشا نوران فى الاقتصاد والمحاماة والسياسة والتأليف إلا أن اسمه لم يذكر إلا مقرونًا بأنه الذى سجل مجموعة من التسجيلات للشيخ محمد رفعت وقد تكونت جمعيات من محبى الشيخ الجليل وتم تجميع أكثر ٢٧٨ اسطوانة مدتها ٢٥ ساعة تضم ١٩ سورة من سور القرآن الكريم بصوته العذب.
وترجع الغالبية العظمى من الأشرطة التي تذاع اليوم للشيخ محمد رفعت إلى مستمعيه الذين لم يكونوا على صلة صداقة أو معرفة به بل دفعهم الاعتراف بحسن تلاوته وجمال صوته إلى تسجيل كل ما يتلوه للاحتفاظ بتسجيلاته.
فرحم الله الشيخ الجليل ورفعة درجته في المهدين وأخلفه في عقبه في الغابرين وجعله من ورثة جنة النعيم. الباحث.
يُنظر: الشيخ محمد رفعت-موقع ديوان العرب، بقلم إبراهيم خليل إبراهيم، بتاريخ: ٢٢/ ٨/ ٢٠١٦ م، محمود السعدني -ألحان السماء (وهي تسمية فيها نوع تجاوز في تسمية تلاوة القرآن بالألحان- الباحث) - كتاب اليوم - يناير ١٩٩٦، (ص: ١٨). بتصرف يسير.
(١) - وقرئ السورة: هذه الوظيفة يقوم القارئ فيها بتلاوة القرآن من خلال مكبر الصوت في أوقات محددة، ألا وهي: قبيل صلاة الفجر والعصر من كل يوم بين الآذان والإقامة، وكذلك يوم الجمعة قبل صعود الخطيب على المنبر بقرابة ساعة أو نحوها، ولا شك أن هذا أمر محدث ليس عليه عمل السلف، مع ما يحثه من تشويش على المصلين، وسيأتي الكلام عليه بالتفصيل بعد قليل مع كلام أهل العلم.
(٢) - مولد: بمصر في ٨/ ١٢/ ١٩١٤ م

<<  <   >  >>