للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد تابع ابن مجاهد في صنيعه- تسبيع السبعة- كل من:

١ - أبو عمرو عثمان بن سعيد الدَاني (ت: ٤٤٤ هـ) فألف كتابه "التيسير في القراءات السبع"

٢ - والقاسم بن فِيرُّه بن أبي القاسم الرُّعيني الشاطبي (ت: ٥٩٩ هـ) فألف متن الشاطبية المسمى بـ"حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع"

٣ - وعلي بن عثمان بن محمد المعروف بابن القاصح العذري البغدادي (ت: ٨٠١ هـ) فألف كتابه" سراج القاري".

وقد اختار الإمام المقرئ أبو جعفر أحمد بن جبير الكوفي نزيل أنطاكية (ت: ٢٥٨ هـ) القول بأن المصاحف المرسلة للأمصار خمسة مصاحف، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف، وألف كتابه "الخمسة".

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت: ٧٢٥ هـ) - رحمه الله -:

لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أنزل عليها ليست قراءات القراء السبعة المشهورة، بل أول من جمع ذلك ابن مجاهد; ليكون ذلك موافقًا لعدد الحروف التي أنزل عليها القرآن، لا لاعتقاده واعتقاد غيره من العلماء أن القراءات السبع هي الحروف السبعة، أو أن هؤلاء السبعة المعينين هم الذين لا يجوز أن يقرأ بغير قراءتهم. (١)

وقال أبو العباس أحمد بن عمار التميمي المهدوي (ت: ٤٣٠ هـ) - رَحِمَه الله-:

أصح ما عليه الحُذاق أنَّ الذي يُقرأ الآن (٢) بعض الحُروف السَّبعة المأذون في قِراءتها لا كُلها، وضابِطُه ما وافق رَسمَ المُصحَف. (٣)

ما يزال الكلام متصلًا عن الأحرف السبعة وعلاقتها بالقراءات

رابعًا: في ضوء ما مضي يتبن لنا أن أنه لا يُعد كل حرف من الأحرف السبعة المأذون بها قراءة مستقلة، وإلا لترتب على ذلك حصر القراءات المتواترة في سبع قراءات فحسب، ومن المعلوم أن القراءات المتواترة هي عشر قراءات، وهذه القراءات العشر المتواترة هي بعض من تلك الأحرف السبعة، وهذا بإجماع جماهير أهل العلم سلفًا وخلفًا.

خامسًا: ولابد وأخير من التأكيد مرة أخرى على أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن ليست هي القراءات السبع التي اشتهرت في الأمصار بل هي جزء منها باتفاق القراء والأئمة جميعًا، ولذا فإن


(١) يُنظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (١٣/ ٣٩٠)، ويُنظر: النشر (١/ ٣٩).
(٢) يعني: في المصاحف.
(٣) - يُنظر: فتح الباري (١٩/ ٣٦).

<<  <   >  >>