للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبين "النواحي الفلسفية العلمانية" (١).

والعجيب أن نجد في دراسة حديثة نسبيًا عرضتها مجلة غربية اعترافًا بأن ما يصدر للعالم الثالث من نظريات وعلوم نفسية هي قضايا مشكوك فيها داخل أمريكا، ودراسة أخرى حول مشكلة سيطرة علم النفس الأمريكي على أوروبا بينما هو يناسب البيئة الأمريكية، وأنه على البلدان الأوروبية تأصيله بما يناسب البيئات الأوروبية (٢)، هذا وهم أهل ثقافة واحدة وحضارة واحدة.

[صراع النظريات النفسية ودلالاتها في الميدان الفكري]

من المفيد هنا استحضار ذلك الصراع الذي حصل في ميدان علم النفس ولاسيّما في ميدان له علاقة بمبحثنا، وهو ذلك الصراع الذي حصل بين أتباع "بافلوف" من جهة وبين أتباع "فرويد" أو "واطسن" أو "وليم جيمس" من جهة أخرى. حيث تبنت الاتجاهات المادية الماركسية أفكار "بافلوف" (٣)؛ لأنها الأقرب إلى مبادئ الماركسية ولاسيّما مع تأثر بافلوف بالماركسية، لهذا تبناه "ستالين"، بينما حارب التروتسكيين أتباع "تروتسكي" الذي توجه إلى تعاليم "فرويد" معتبرًا إياها مادية ومنسجمة مع الماركسية (٤). وفي المقابل نجد الاتجاه الرأسمالي يتبنى "فرويد" مع تيارات أو "واطسن" السلوكي أو "جون ديوي" الوظيفي (٥). فلو كان علم النفس علمًا واضحًا لأُخذ من الجميع دون التعصب لهذا أو ذاك، كما تؤخذ الرياضيات والكيمياء والفيزياء، ولنُسي "بافولف" و"فرويد" و"واطسن" كما أن الرياضيات والفيزياء تُدرس عند الجميع بإغفال علمائها، ومع ذلك فلا تُذكر الآراء النفسية في الغالب إلا مع أصحابها، وهذا يؤكد أنه ما زال في غالبه ألصق بالمذاهب والفلسفات والتي يكون معيارها يرجع


(١) انظر: المرجع السابق ص ١٥.
(٢) انظر: المرجع السابق ص ١٦.
(٣) انظر: أبحاث ندوة علم النفس للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، (نحو وجهة إسلامية لعلم النفس)، د. فؤاد أبو حطب ص ١٦٤، وانظر: مفاهيم علماء النفس .. ، هشام البدراني ص ٢٨. وانظر: سلامة موسى. . . .، غالي شكري ص ١٧٨.
(٤) انظر: علم النفس في التصور الإسلامي ص ١٢ - ١٤، وانظر: فرويد. التحليل النفسي والفلسفة الغربية المعاصرة، فاليري ليبن ص ٦.
(٥) انظر: علم النفس في التصور الإسلامي ص ١٤ - ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>