٤ - الدراسة النقدية لما ظهر من انحرافات في الاتجاه التغريبي بسبب تأثره بهذه النظريات أو استثماره لها في خدمة غاياته وأهدافه العلمانية.
٥ - إبراز الموقف الشرعي من العلم الحديث ونظرياته ومفاهيمه ومناهجه.
[الدراسات السابقة حول الموضوع]
لقد اجتهدت أثناء التخطيط للموضوع أو أثناء البحث فيه في جمع كل ما له صلة بالبحث، فلم يتيسر لي الحصول على كتاب في المكتبة العربية يتناول المشكلة التي أريد بحثها ويعالج القضية نفسها التي أنوي معالجتها بإذن الله، وقد توجد كتب فيها عناصر ترتبط ببحثي لكنها لا تتناول ما أتناوله من الجهة نفسها، بل تُركز على جهة أخرى، ومما وجدته من دراسات حول الموضوع ما يلي:
أولًا: الكتب الإسلامية التي تكون بعنوان:
الدين والعلم، أو القرآن والعلم، أو الإِسلام والعلم، وما في معناها وبابها، وهي كتب كثيرة يصعب حصرها، وقد انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل ظاهر، ولاسيّما بعد دعوات التأصيل الإِسلامي للمعرفة. وهذه الكتب تُركّز على قضية عناية الدين الإِسلامي بالعلم بما في ذلك صورته الحديثة، أو تبرز صورًا من العلوم الحديثة لها أصلها في الإِسلام، ولكنها لا تتناول بشكل أساسي أثر الانحراف المصاحب لحركة العلم الحديث في الفكر التغريبي؛ لأن هدف مؤلفيها -في الغالب- إثبات مكانة العلم في الإِسلام لا آثاره على الفكر، فما يأتي من فقرات حول التغريب والعلمانية يأتي تبعًا ودون قصد. ولكن هذه الكتب لها فائدتها في إبراز مكانة العلم في الإِسلام، والتأكيد على عدم وجود مشكلة بين الدين والعلم من المنظور الإِسلامي كما وقع في أوروبا النصرانية، كما أن في بعضها مناقشات للاتجاهات المادية الغربية التي استغلت العلم الحديث ونظرياته في تأصيل رؤيتها المادية.
ومع ذلك توجد -في كثير منها- مشكلة التوسع في بابين اشتُهرا في الدراسات المعاصرة هما: التفسير العلمي للنصوص الدينية، والإعجاز العلمي في الكتاب والسنة، فهذا التوسع يعيق الاستفادة العلمية من هذه الدراسات؛ ذلك أن على الباحث أن يتأكد أولًا من صحة أقوالهم قبل الاستشهاد بها.
ومن بين الكتب الثرية بالمعلومات حول هذا الباب -مع الاختلاف مع