نظرية الجاذبية في الفيزياء، وقد كان حادًّا في النظرية الأولى وخفيفًا في الثانية، وحصلت عمليات توفيق بين الطرفين، وخرجت الثورة العلمية في النهاية منتصرة في صراعها مع الكنيسة الممثلة للدين في أوروبا.
[[٢] التحول إلى العلمنة]
لم يحدث في هذه الفترة شيء كبير في حجم نظريات علم الفلك أو الفيزياء في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي (١٠ - ١١ هـ)، فقد بقي علم جاليليو ونيوتن هو السائد في الساحة العلمية والثقافية؛ إلا أن هناك أحداثًا فكرية كبيرة وسياسية خطيرة عصفت بأوروبا في هذه المرحلة، وقد أُدخل العلم ونظرياته وعلاقته بالدين وبالفكر في هذه الأحداث، وقد كان هذا من أهم أسباب الانحراف بالعلم، وذلك بتوظيفه خارج دائرته في الصراع الدائر في أوروبا بين الكنيسة والعلمانية؛ ذلك أن أوروبا مقبلة على مرحلة حاسمة من تاريخها حول علاقتها بالدين، وقد كان العلم أحد الأسلحة الجديدة المستخدمة في هذا الصراع وفي حسمه.
لقد مرّت بأوروبا مجموعة أحداث جعلت أهلها يزهدون في الدين ولا يتحسرون على الخلاص منه، من بينها التركة الفاسدة من الانحراف الشنيع الذي بلغته الكنيسة سواء في ضلال المعتقدات والعبادات أو في سوء تعاملها مع الناس، ومن ذلك أيضًا عودة جمهرة من المثقفين للروح الوثنية الإغريقية والرومانية أعقب الإحياء الذي حدث لها في عصر النهضة، ومن ذلك تفشي روح التفلّت الخلقي وعدم المبالاة بأمور الدين والأخلاق عند الناس. ثمّ زاد الطين بلّة موقف الكنيسة المتعنت من التطورات العلمية الجديدة. فهذه الأمور وغيرها قد دفعت جمهرة غفيرة في أوروبا إلى العلمانية واللادينية، وقد تحقق هذا الأمر في القرن الثامن عشر (١٢ هـ) عندما حُسم في نهايته بنجاح الثورة العلمانية، وقيام أول دولة لا دينية في أوروبا. وفي صراع محموم كهذا لا يمكن إغفال استخدام أحد الأسلحة الجديدة المهمة وهو العلم على أنه آلة يمكن استخدامها في الخير والشرّ، ويمكن توظيفها هنا أو هناك.
[[٣] تيارات الفكر المشهورة وعلاقتها بالعلم]
شهدت هذه المرحلة تطورات فكرية كبيرة أوصلت المجتمع الثقافي إلى