للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا: الشيخ محمود شكري الألوسي

أينما اتجهنا بحثًا عن عالم من علماء السنة لمعرفة موقفه من الحضارة الغربية وما فيها من علوم فإنا سنجده لا يحمل أي مشكلة مع النافع منها، وفي الوقت نفسه يقف سدًا منيعًا ضد الضار منها، وهو ما يؤكد وسطيتهم وسلامة منهجهم ووحدته. ومن بين هؤلاء الشيخ "محمود شكري الألوسي" (١٢٧٣ هـ- ١٨٥٦ م) - (١٣٤٢ هـ -١٩٢٤ م)، من أسرة علمية معروفة في العراق، الذي نجد فيه نموذجًا من تعامل العالم السلفي مع علم من العلوم البشرية وهو علم الفلك مع لمسه المباشر لآخر نظريات ذلك العلم، وكان ذلك سنة (١٣٣٩ هـ)؛ أي: قبل وفاته -رحمه الله- بثلاث سنوات تقريبًا، حيث جاء هذا المشروع في آخر حياة المؤلف، ويكفي من الدلالات كون المشروع جاء وقت النضج العلمي من جهة وكونه يستشعر أهمية هذا الباب حتى في فترة الشيب، فيتفرغ لمناقشة علم الهيئة الجديدة في كتابه: "ما دلّ عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان"، فجمع (١) في هذا الباب -الهيئة- الآيات المنتشرة في سور القرآن بحسب ترتيب سورها، وخص منها المشتملة على الأجرام العلوية والسفلية، وذكر فيها أقوال جهابذة المفسرين.

يتميز الشيخ الألوسي باطلاع جيد على علم الهيئة كما أنه في الوقت نفسه


(١) انظر: ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان، محمود الألوسي ص ١٤ - ١٥، تحقيق محمَّد الشاويش وتخريج محمَّد ناصر الدين الألباني، ط ٢، المكتب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>