انحراف منهجهم وكثرة تأويلاتهم التأثر بالنظريات العلمية الحديثة وذلك ضمن مؤثرات أخرى، ومن أهم الفروق بين هذه الرسالة وبحثي:
١ - أنه اعتنى بالمدرسة العصرانية وجعلها مدار بحثه واعتنى بروَّادها مثل جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، ومحمد وجدي، ومحمود شلتوت، وأحمد المراغي. . . .، وهي نموذج للتأثر، ولكني لا أقصدها بالدراسة بقدر ما أقصد نموذجًا آخر أكثر شهرة في تأثره بتلك النظريات والمناهج وهو الاتجاه التغريبي.
٢ - أن أثر الانحراف المرتبط بحركة العلم الحديث كان جزءًا من بحثه يتناوله بحسب الحاجة، أما مدار بحثي فيظهر -من خلال الخطة- شموله لأهم صور الفكر التغريبي.
٣ - أن الباحث تناول تلك الفئة من جهة التفسير، أما في بحثي فسيكون تناولها من جهات أخرى أهمها جهة العقيدة وجهة الفكر، وذلك في فقرة مخصصة لها.
وكذلك ما يدور في فلك هذه الدراسة من كتب وبحوث حول الاتجاه العصراني فإن التناول فيها يكون من منظور أوسع من منظوري المتخصص في أثر الانحراف المنهجي العلمي على الفكر، مع اختلاف الاتجاه الفكري الذي أدرسه، ومن أمثلة تلك الكتب والبحوث "مفهوم تجديد الدين" لبسطامي محمَّد سعيد، "والعصرانيون بين مزاعم التجديد وميادين التغريب" لمحمد أحمد الناصر. . . . وما في بابها، ومن ذلك أيضًا البحوث الجامعية العلمية حول العقلانية المعاصرة، وتركز غالبًا على العصراني منها.
رابعًا: الكتب التي تدور حول الفكر العربي المعاصر ومذاهبه:
توجد في الساحة العلمية والثقافية كتب كثيرة حول الفكر العربي المعاصر ومذاهبه، إلا أنها من النادر أن تتحدث عن محور اهتمامي وهو تأثر هذا الفكر بالنظريات والمناهج والمفاهيم العلمية الحديثة، ومن الكتب المشهورة في ذلك:"الفكر الإِسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي" لمحمد البهي، وثلاثة كتب لمحمد محمَّد حسين وهي "الإِسلام والحضارة الغربية"، و"حصوننا مهددة من داخلها"، و"الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر"، ومجموعة من كتب المفكر