للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: الضعف والتخلف وانحسار مفهوم أمة العلم وظهور الدعوات الإصلاحية

[١ - الانكسار في خط المسار]

لم تواصل الأمة الإِسلامية صعودها وتفوقها، فقد تعرضت لمشاكل ذاتية أضعفت من أمرها وتحديات خارجية أنهكت مسيرتها، وهو موضوع يطول الحديث عنه وليس مقصودنا البحث فيه (١)، فالكل يعرف بأن الأمة الإِسلامية قد وقعت في ضعف خطير سهّل مهمة الأعداء من الداخل والخارج، ودخلت نفق التخلف بعد أن كانت أمة العلم والمعرفة لتتحول من جديد إلى أمة يغلب على أهلها الجهل والأمية. وقد تأثرتْ كل مناشط الأمة من جراء هذا الضعف بما في ذلك العلم ذاته، سواء كان العلم الشرعي أو العلوم الدنيوية.

فهذه العلوم ترتبط عادة بالأمم القوية وبحواضرها ومدنها العامرة، فإذا ضعفت وانهار عمرانها وتسلط عليها أعداؤها؛ انحسر العلم عنها إلى أن تعود للأمة قوتها وعمرانها. وقد صاحب هذا الضعف وانحسار العلم بروز قوّةٍ لأمم أخرى من حولنا، وتطورت فيها العلوم الدنيوية تطورًا كبيرًا وظهرت ثمارها في دنياهم، وأعطتهم سلاحًا يستطيعون من خلاله احتلال البلاد الأخرى.

ولكن أمة الإِسلام باقية بحفظ الله لها, ولذا يظهر فيها من يستنهض أهلها


(١) انظر: واقعنا المعاصر، محمَّد قطب، مبحث خط الانحراف ص ١١٣ وما بعدها، وانظر: الأهواء والفرق والبدع عبر تاريخ الإِسلام. . . .، د. ناصر العقل، القسم الأول ٢/ ١١ - ٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>