للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثًا: الشيخ محمَّد الشنقيطي

نقف مع أحد أهم أعلام السلفية في القرن الرابع عشر الهجري وهو العلامة محمَّد الأمين بن محمَّد المختار الشنقيطي (١٣٢٥ - ١٣٩٣ هـ). نجد أنفسنا ملزمين بالوقوف معه؛ لأنه علَم لا يُختلف حول مكانته العلمية عند أهل العلم، وشارك في النهضة العلمية السلفية المعاصرة، وكان له في الوقت نفسه مواقف صريحة من الحضارة الغربية والعلوم التي برع فيها الغرب. فنحن إذًا أمام عالم من علماء الإِسلام لا يُختلف في علمه ومنزلته وله مواقف واضحة وصريحة من الحضارة الغربية وعلومها، ومن المهم إبراز موقف أعلام السلفية؛ وذلك أن حركة الفكر المعاصر المتغربة كما سلف تحاول تغييب مواقفهم أو إقصاءَها فضلًا عن اتهام الاتجاه السلفي بما لم يُعرف عن أعلامه ولا عن منهجهم.

كان الشيخ -رحمه الله- قد تلقى العلم في بلده موريتانيا وبرع فيه كعادة أهل شنقيط. ومع أن المذهب السائد في بلده هو المذهب الأشعري، مع وجود للطرق الصوفية، إلا أن الشيخ -رحمه الله- خالف السائد وسلك المنهج السلفي، وبحسب إحدى الدراسات العلمية فالراجح أنه توصل إلى ذلك بنفسه وبقناعة ذاتية (١)، ثم إنه بعد استقراره في المدينة المنورة اطلع عن قرب على تآليف أعلام المنهج السلفي ولاسيما شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله-، كما أن نظرة التشويه السائدة عن الوهابية -كما يقال- قد زالت بعد أن اطلع على الحقيقة بنفسه؛


(١) انظر: جهود الشيخ محمَّد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، د. عبد العزيز الطويان ١/ ٦٣ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>