للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيًا: الشيخ عبد الرحمن السعدي

يعدّ الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي (١٣٠٧ - ١٣٧٦ هـ) من أشهر علماء الإِسلام في القرن الرابع عشر الهجري، وأحد أهم العلماء السلفيين من جهة إدراكه حجم المشكلات الفكرية الجديدة، ومن ثمّ إعطاؤها العناية في مشروعه العلمي حتى آخر أيام حياته -رحمه الله-، ومن ذلك الموقف من الحضارة الغربية ومناصحة من افتتن بها.

تلقى العلم في القصيم ونبغ فيه ومن عام (١٣٥٠ م) تقريبًا أصبح المرجعية العلمية هناك (١)، ومع أنه أخذ العلم عن عدد من العلماء والشيوخ، إلا أن أهم مصدر للشيخ كان بعد الوحيين كتب ابن تيمية وابن القيم "فأكب عليها مطالعة واستذكارًا وحفظًا وفهمًا وتلخيصًا وشرحًا .. وكان أعظم اشتغاله بها، ولازمها ملازمة تامة طيلة حياته، فتتلمذ بذلك على كتبهما"، وقد كانت له بحسب قول أحدهم صبوحًا وغبوقًا (٢)، ومن بين أهم آثارها على الشيخ تلك المنهجية في الرد على المخالفين أو في تأصيل القواعد، حيث تظهر للمتأمل أنها مستفادة من كلام الشيخين (٣).

تعد مهمة علماء الشريعة الكبرى هي القيام بهذا العلم، نشره وتعليمه، وتجديد الدين وحث الناس على العودة إليه، وهي مهمة لكل عالم، لكن قد


(١) انظر: الشيخ عبد الرحمن بن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة، عبد الرزاق العباد ص ٣٩.
(٢) انظر: المرجع السابق ص ٣٥، وصاحب المقولة الأخيرة الشيخ محمَّد القاضي.
(٣) انظر: الشيخ عبد الرحمن بن السعدي وجهوده في توضيح العقيدة ص ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>