للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرنسي المشهور هو مؤسس الفلسفة الحديثة في الغرب، وأنه المنشئ للتيار العقلي الحديث، وهذا يعني أهمية بحث الصلة من جهته.

سمع "ديكارت" بالعقاب الذي نزل بجاليليو، فسارع بطيّ مخطوطة كان قد كتبها عن "العالم" وذلك ليعيد صياغتها بصورة لا تحذف منها الكنيسة شيئًا كما يقول، وهذا يدل على أن ديكارت كان متابعًا لأحداث جاليليو، أما عن علاقته به فيُذكر بأنه كان يحسده على سمعته، وأنه لم يكن يشعر بأي تعاطف تجاهه (١). وهذه الغيرة لا تستغرب فقد كانا متعاصرين، وديكارت يعدّ نفسه فيلسوفًا وعالمًا، إلا أنه كان على اطلاع بنشاط جاليليو.

- الاتجاه التجريبي. وهذا الموقف السلبي تجاه جاليليو نجده أيضًا عند أهم رواد التيار التجريبي وهو "بيكون" حيث "رمى كوبرنك بالدجل، ولم يدرك -كما يقول يوسف كرم- أهمية قوانين كبلر وبحوث جاليليو. فهو لم يشتغل بالعلم" (٢)، وربما يرجع الأمر أيضًا إلى معاصرته لجاليليو.

- أتباع الاتجاهين. ولكن الأمر يختلف مع أتباع ديكارت وبيكون، أو قل مع فلاسفة التيارين الكبيرين العقلي والتجريبي، حيث نجد دفاعًا حارًا عن العلم وعن جاليليو مع أحد كبار الديكارتيين وهو الفيلسوف المشهور لايبنتز، ونجد أكثر من ذلك مع صديق أو تلميذ بيكون -على خلاف- وأهم مؤسسي التيار التجريبي الفيلسوف توماس هوبز حيث يقول: "جاليليو. . كان أول من فتح لنا أبواب الفلسفة الطبيعية الكلية التي هي معرفة الحركة، ومن ثم فليس في استطاعة عصر الفلسفة الطبيعية أن يعد شخصًا آخر أرفع منه منزلة. ." (٣). ونظرًا لأهمية الاتجاهين في الفكر الغربي في علاقته بالعلم الحديث، فلابد من وقفة مع المؤسسين لهما "ديكارت" و"بيكون".

[[٢] قنطرة بيكون وديكارت والتأسيس المنهجي للثورة الفكرية والعلمية]

إذا كانت مجموعة من الدراسات تذكر "نيوتن" بعد "جاليليو" إلا أن هناك قنطرة مهمة يصعب تجاوزها متمثلة في مؤسسي التيارين الفلسفيين الكبيرين في


(١) غالييه أو مستقبل العلم، فيلما ص ٧٥ - ٧٦.
(٢) تاريخ الفلسفة الحديثة، يوسف كرم ص ٤٤.
(٣) توماس هوبز فيلسوف العقلانية، د. إمام عبد الفتاح ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>