اعتاد المؤرخون والباحثون على إطلاق تسمية معينة على فترة أو ظاهرة أو حدث، ومن ذلك إطلاق مصطلح "الثورة العلمية" على الفترة التي شهدت تحولات جذرية في العلوم على أيدي مجموعة من علماء العلوم الدنيوية الأوروبيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر -العاشر والحادي عشر من الهجرة تقريبًا- لاسيّما مع عالمين بارزين هما:"جاليليو" و"نيوتن".
ورغم شهرة مصطلح "الثورة العلمية"؛ إلا أن المعاجم العربية المتخصصة لا تسعفنا بتعريفه، وعندما يرد عنه الحديث في أغلب الموسوعات فلا تتطرق لتعريفه، وإنما تدخل في تفاصيل الثورة العلمية وموضوعاتها؛ ويظهر أن السبب في ذلك عائد إلى الحداثة النسبية لاستخدامه.
ومما وجدته من المحاولات العربية لتعريفها ما أورده أحد الباحثين بأنها:"ذلك التحول الشامل الذي طرأ على كل مرافق الحياة العلمية والاجتماعية والعقدية والمؤسسية، خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر"(١)، وهو بهذا التعريف يركز على شمولية الثورة وتوسيع دائرة مجالها، وإن كان الأقرب للذهن أن تنصرف صفة الشمولية إلى المجال العلمي أولًا، وأما بقية مرافق الحياة فتكون تحولاتها تابعة للتحول في العلم ومتأثرة به -لا معه- كما يشير الباحث. وقد ذكر أيضًا بأن أول من نحت هذا المصطلح هم فلاسفة الأنوار أواسط القرن
(١) مجلة فكر ونقد ص ١٣، العدد العاشر مقالة: كيف حصلت "الثورة العلمية" في أوروبا؟ لـ بناصر البعزاتي.