العلوم الشرعية داخل المؤسسات التعليمية، ورأينا كيف أدى هذا الضعف إلى إخراج العلوم الدنيوية النافعة للأمة من إطار العلم والتعلم، فأهمل تعلمها وتحصيلها والانتفاع بها إلا من حالات فردية لا أثر لها. تُركز هذه الفقرة على المشكلة الذاتية التي فتحت الباب للمتغربين وأمثالهم ليفرضوا رؤيتهم على جزء من حركة العلم الحديث ويوجهوه بما يخدم أهدافهم، تركز على الخلل الموجود فينا، وتسبب في فتح المجال لهم؛ لأنهم يفرحون بكل فرصة يجدونها. وسنلاحظ بأن الخلل الذاتي له خطره مما سمح باتساع المشكلة وعقّد فيما بعد من قيمة المعالجات المطروحة.
[الاحتياجات المعرفية الجديدة وعدم قدرة المؤسسات التعليمية على تلبيتها]
مع بزوغ العصر الحديث ظهرت احتياجات خطيرة لم تكن المؤسسات العلمية الموجودة قادرة على تلبيتها: سواء كان ذلك على مستوى الأمة في تحسين معايشها الحياتية، من صناعة أو عمارة أو طب أو غيرها، أو على مستوى التحديات الخارجية من خلال تلك التهديدات الخطيرة التي بدأت تطلّ بشرورها على المسلمين وتحتاج إلى قوّة مختلفة تمام الاختلاف عما كُنّا نعهده ونعرفه.
ظهرت المؤسسات التعليمية ضعيفة وعاجزة أمام هذه التحديات، وقد فتح هذا الضعف الباب لمجموعة مشكلات:
منها أن المجال أصبح مفتوحًا للقوى الخطيرة ذات الأهداف المشبوهة أن تدخل الساحة وتوجه المسار لصالحها بحجة سدّ النقص عند المسلمين، ومن ذلك انتشار المدارس الأجنبية ومدرسيها داخل العالم الإسلامي وتوجيههم العلم وفق أهدافهم، ومن آثار ذلك تلك الازدواجية التي ما زال التعليم يعاني منها في كثير من بلاد المسلمين بين تعليمين، ذاتي وأجنبي.
ومنها صناعة مشكلات نظرية ومنهجية في أثناء الاحتكاك بالتعليم الغازي لبلاد المسلمين أثّرت كثيرًا في مستقبل العلاقة بين العلوم الدينية والدنيوية، وذلك
= أمة لا تُعرض عن نفع مادي وتطور دنيوي، والأصل الرغبة في ذلك، ولكنه الضعف العام والانحراف عن مقاصد الإسلام وغاياته الذي حرمهم من إقامة دينهم ودنياهم على الوجه المشروع.