نهضة علمية، حيث كان منهم العلماء الكبار الذين قادوا مسيرة العلم الشرعي في بلدنا، فإن من بين طلاب الشيخ هؤلاء العلماء الكبار: الشيخ عبد العزيز بن باز وقد درَس عليه المنطق، والشيخ عبد العزيز بن صالح، والشيخ عبد الله بن غديان، والشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ صالح اللحيدان، والشيخ عبد الله الجبرين، والشيخ محمَّد بن صالح العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد العزيز العبد المنعم، والشيخ عطية سالم، والشيخ راشد بن خنين، والشيخ بكر أبو زيد، وغيرهم من العلماء والقضاة وأساتذة الجامعات والدعاة (١).
[موقف الشيخ من الحضارة الغربية والعلوم الدنيوية التي برعت فيها]
يتميز موقف الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- بأنه ينطلق من مرجعية علمية شرعية لا جدال حولها نحو كل المستجدات، فيكون العلم الشرعي هو الأساس بخلاف مشروعات أخرى انطلقت من إدراك مميز للمستجدات وأرادت العودة لعلوم الإِسلام تحاول تأصيلها، فالثانية قد تكون أضعف بما يعتريها من انتقائية وضعف حول الآلة المساعدة في إدراك العلوم الشرعية، أما الشنقيطي فهو لا يجد هذه المشكلة، فهو عالم من علماء الأمة في العلوم الشرعية وهو يؤصل من خلال علمه للموقف من هذه المستجدات، وبما أن الشيخ -رحمه الله- لديه معرفة إجمالية بهذه المستجدات دون تفاصيلها فقد وضع المنهج والتصورات حول العلاقة بها دون الخوض في التفاصيل وترك ذلك لمن يجيدها ويكون عالمًا فيها، فالمهم هو تكوين المنهج وهو الأصعب في العادة، وهناك بعض التطبيقات للشيخ لا نُسلم بصحتها مثل موقفه من إرسال المركبات الفضائية والوصول إلى القمر، ولكن هذه الأمور التي يخالفه فيها الكثير من العلماء والباحثين لا تلغي قيمة المنهج، بل تكشف لنا عن مشروع من أعمق المشروعات وأهمها في واقعنا المعاصر من عالم متخصص في العلوم الشرعية. وسأضع ملامح هذا المشروع الذي أتعبني تقصيه في تفسيره المهم أضواء البيان في الفقرات الآتية:
١ - القرآن فيه تبيان كل شيء وهو يهدي للتي هي أقوم.
٢ - الموقف من العلوم الدنيوية وكيف نحولها إلى أشرف العلوم.
(١) انظر: جهود الشيخ محمَّد الأمين الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف ١/ ٧٢ - ٧٦.