للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكونها الأحدث في هذا الباب، وتجمع نخبة من المتخصصين في الجامعات في هذا النشاط مع سيرها في إطار سلفي.

وضع أصحاب المشروع "لجنة التأصيل الإِسلامي للعلوم"، وهي تعتبر من أحدث اللجان العاملة في هذا الباب (١)، تجمع فئة مهمة من العلماء والمختصين والمعنيين بهذه القضية، ومن بين أهدافها: "دعوة المشتغلين بالعلوم الحديثة عامة والعلوم الاجتماعية خاصة؛ لكي يقوموا بتبادل الرأي والمشورة حول نظريات تلك العلوم ومناهجها، واقتراح أفضل السبل لتطويرها في ضوء التصور الإِسلامي للألوهية والوجود والإنسان والمجتمع" (٢). ومن ضمن مشاركات أحد أعضاء اللجنة بعنوان: "التأصيل الإِسلامي للعلوم: المفهوم والمنهج" (٣) يمكن أخذ أهم عناصر المشروع:

[١ - الوعي باختلاف أرضيات العلوم]

كان الفكر السائد أن العلوم لا تتأثر بأرضياتها وخلفيات المجتمع الذي ظهرت فيه، ولكن مع تطور فلسفة العلوم ورؤية الآثار المختلفة لانتقال العلوم من مكان إلى آخر، ومع التطور في بنية العلوم ذاتها، ولاسيما مع النظريات المعاصرة في الفيزياء وغيرها، وجُد أن هناك ارتباطًا خطيرًا ومعقدًا بين العلم والبيئة التي ظهر فيها، "نحن نعرف أنه لا يوجد علم ولا منهج إلا أن يكون هذا العلم والمنهج مبنيًا أو منطلقًا من أرضية معرفية أو إبستمولوجية، وهذه بدورها تنطلق من رؤية للوجود وتصور لهذا الوجود الذي نحن جزء منه، لكن للأسف الشديد نحن خلال عقود متطاولة من الزمان قد اقتصرنا على اقتطاف ثمار هذه العلوم باستخدام "المنهج العلمي" ولم نلتفت إلى الأرضيات المعرفية والوجودية التي انطلقت منها تلك العلوم الحديثة.


(١) كان ذلك أول سنة (١٤٢٣ هـ)، انظر: التقرير السنوي لعام (١٤٢٤ هـ) للجنة التأصيل الإِسلامي للعلوم ص ١.
(٢) المرجع السابق ص ٢.
(٣) هو الأستاذ إبراهيم عبد الرحمن رجب، وكانت أول ملتقيات اللجنة بمشاركة الدكتور عبد الرحمن الزنيدي، وخرجت في كتيب من إصدارات الندوة العالمية للشباب الإسلامي.

<<  <  ج: ص:  >  >>