للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهودي "برغسون". وأما في القرن الرابع عشر/ العشرين فنجد الفمنولوجيا مع "هوسرل" والوجودية مع "سارتر" وغيرهما من اليهود، ثم تأتي مدارس معاصرة مثل مدرسة فرانكفورت النقدية وأهم شخصياتها من اليهود، وفي البنيوية وما بعدها نجد "جاك دريدا" و"ألتوسير" و"شتراوس" وغيرهم من اليهود، ونجد في فلسفة العلم "كارل بوبر" وغيره، ونجد في العلوم الطبيعية والاجتماعية قيادات كبيرة مثل "أينشتين" و"فرويد" و"دوركايم" وغيرهم، ولولا خشية المبالغة لقلنا بأنه مع نهايات القرن التاسع عشر ومنتصف العشرين كانت القيادة الفكرية بيد اليهود (١).

ورغم تباين اتجاهاتهم وإعلان أغلبهم لموقفهم الإلحادي الصريح، ومن ثمّ كانوا رأس حربة في إنكار الدين إلا في حالات نادرة، إلا أنه مع كل ذلك تجد هذه الهوية اليهودية التي تجمعهم، تلك التي يورّثها الأبوان (٢) ويستنشقها الطفل اليهودي من بيئته اليهودية في طفولته وشبابه، وتبقى حيّة في وجدانه سواء أعلنها أم لم يعلنها.

وبما أن أثر اليهود معلوم في مجال الفكر والأدب والفن وفي مجال


= أسماء يهودية، فالمكتب السياسي القائد للثورة مكون من "لينين" غير يهودي و"ستالين" متزوج من يهودية و"تروتسكي" و"كامينيف" و"سوكولنكوف" و"زينوفيف" كلهم يهود و"يبنوف" الروسي. وكان مجلس إدارة الحرب والثورة مكوَّنًا من ستة يهود وعشرة من جهات أخرى. وبعد عام من الثورة كانت الدوائر الروسية مكونة مما يقرب من (٥٣٢) مسؤول منهم (٤٢٥) من اليهود، فالحكومة مثلا مكونة من (٢٢) وزيرًا منهم (١٧) من اليهود، وإدارة الحرب مكونة من (٤٣) منهم (٣٤) من اليهود، ولجنة الشؤون الداخلية (٦٤) منهم (٤٥) يهوديًا، والخارجية (١٧) منهم (١٣) يهوديًا، والتوجيه العام (٥٣) منهم (٤٤) يهوديًا، وإدارة الأقاليم (٢٣) منهم (٢١) يهوديًا، شئون الصحافة (٤٢) منهم (٤١) يهوديًا، وهكذا، وكأنك في دولة إسرائيل الأولى في العصر الحديث. انظر: خطر اليهودية العالمية على الإِسلام والمسيحية، عبد الله التل ص ١٩٤ - ١٩٦، وقد كان أغلب المؤسسين للأحزاب الشيوعية العربية من اليهود، ولها فقرة في مبحث قادم.
(١) انظر دراسة حديثة بعنوان: المكون اليهودي في الحضارة الغربية، سعد البازعي.
(٢) نتذكر في هذا المقام حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه؛ كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء"، البخاري برقم (١٣٥٨) كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات. . . .، ومسلم برقم (٢٦٥٨) كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة. . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>