للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدرس: هل يستحقّ هذا التعظيم أم لا؟

فلما كان الانقلاب عليه في بغداد أحسست في نفسي (من غير محاكمة ولا نظر) بكراهية هذا الانقلاب.

وجدت الطلاب في ذلك اليوم يتداولون صباحاً قبل الدخول إلى الصف (أي الفصل) منشورات مطبوعة قالوا إن طيارات الجيش ألقتها في الغداة، فقرأت واحداً منها، وإذا فيه أن على الملك أن يُقيل الوزارة (وزارة ياسين الهاشمي) وأن يكلّف حكمة سليمان بتأليفها.

ودخلنا الصف، وحاول الطلاب أن يتحدّثوا في أمر المنشورات فمنعتُهم. وأذكر أني تمثّلت بقول الشاعر الذي لا أعرف من هو (١):

ولست بسائلٍ ما عشت يوماً ... أسارَ المَلْكُ أمْ ركِبَ الأميرُ

وأخذت في درسي كأن لم يكن شيء. وكانت المدرسة -كما قلت- بجوار مجلس الوزراء، فما مضى من الدرس (أي الحصّة) إلاّ قليل حتى أحسسنا رجّة هزّت الأرض، فاضطرب التلاميذ وهمّوا بالانتفاض، ولكني ثبتّهم وعدت إلى درسي.


(١) لعل البيت من أبيات للخليل بن أحمد الفراهيدي يقول فيها:
أنِستُ بوَحدَتي ولَزِمتُ بَيتي ... فَطابَ الأُنسُ لي وَنَما السُّرورُ
وأدّبَني الزّمانُ فلا أُبالي ... هُجِرتُ فلا أُزارُ ولا أَزورُ
ولستُ بِسائلٍ ما دُمتُ حَيّاً ... أَسارَ الجَيشُ أم رَكِبَ الأَميرُ
(مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>