للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي كان أجدادنا يهتفون به كلّما حاقت بهم شدّة فيدكّون به كل حصن ويكتسحون كل عدو، ويَخلصون من كل خطر. النشيد الذي يُحيل الجَبان بطلاً، واليأس أملاً، والطفل رجلاً.

ذلك هو نشيد «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلاّ الله». هذا الذي ينبغي أن يهتف به المسلم في ساعة الخطر، هذا الذي لا ينفع في تلك الساعة غيرُه لأنه ذِكر الله، والله أكبر من كلّ خطر، والله أكبر من كل عدوّ، والله أكبر من كل شيء، فمَن لجأ إلى الله حماه ومن احتمى بغيره ما احتمى.

* * *

وبدأ الصراع كرّة ثانية. وأقبلوا على العمل بهمم لا تنثني وبقلوب لا تلين وسواعد لا تكلّ، وصبّ هذا النشيد في عروقهم روح الظفر، فظفروا.

وعندما كانت الشمس تطبع أولى قُبُلاتها على جبين الكون كان الموكب الظافر قد رجع، يحمل أجمل أزهار الرياض التي أنقذها وحماها من الغرق. يمشي فيه الجند والطلاب بصفوف منتظمة قرأتُ فيها أروع «شعر» الحياة، كما تَلَوْت في هذا الجماهير المنثورة في كلّ مكان أبلغ «نثرها».

وكان الإشراق يكسو الوجوه وغناء النصر يرقص على الألسنة، فوقفت أُحيّي هذه المواكب الماجدة حتى غابت عني في طريقها إلى قلب بغداد.

كانت ليلة من ليالي الرعب لا أنساها، وكان صباحاً من

<<  <  ج: ص:  >  >>