للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تفضل هذا الورق وهذا القلم، فاكتب ما شئت لأبعث به رأساً إلى المطبعة فأفتح به عدد الغد من الجريدة. وأخذت القلم فكتبت: «رسالة مفتوحة إلى الملك غازي»:

يا غازي، يا غازي، يا غازي!

سوريا المروَّعة المظلومة، الغارقة في دماء بَنيها، العابقة برائحة البارود، الرازحة تحت أثقال المدافع، تدعوك وتهتف باسمك -يا غازي، يا ملك العراق- لتنصرها وتسعدها، فلم يعد لها اليوم مُسعِدٌ ولا نصير.

يا غازي، تدعوك الأيامى الثاكلات. يا غازي، يناديك اليتامى المظلومون. يا غازي، يستنصرك الضعاف العزّل والعجائز الركّع والأطفال الرضّع. يا غازي، يهتف باسمك الشباب الذي يواجه بجسمه المصفحات وبصدره الدبّابات ويحارب الدولة الطاغية الغاشمة، لا سلاح له إلاّ إيمانه وأمله بالله، ثم بالمسلمين وبالعرب وبك أنت يا غازي.

يا غازي، دعوة غريق ينادي منقذَه القوي. يا غازي، هتاف مريض يدعو طبيبَه الآسي. يا غازي، إهابة مشرف على اليأس بالسيد المأمول. يا غازي، صرخة الدين والدم واللغة والمجد والجوار. يا غازي، المدد المدد!

يا غازي، لقد نادت امرأة واحدة في سالف الدهر «وامعتصماه» فاهتزّ لها هذا العرش، عرشك، عرش بغداد، وماج لها هذا الشعب، شعب بغداد، وخرجت الجيوش من بغداد فلم ترجع إلاّ وفي ركابها المجد والنصر. فَمَن الآن لهذه الأمّة التي

<<  <  ج: ص:  >  >>