للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليه قبل أن أعلن النتيجة وقلت: ماذا ترى؟ قال: إنّا لله وإنا إليه راجعون. ماذا أعمل إذا كان الطلاّب العرب المسلمون كسالى لا يعملون وكان هؤلاء الخبثاء هم العاملين الجادين؟

* * *

وكان وكيل المدرسة الحاجّ محمود أحد القرّاء المشهورين في بغداد، ولم يكن في منهج الدراسة درس في التجويد، مع أن التجويد من فروع مادة اللغة العربية وينبغي أن يعرفه وأن يلمّ به كل طالب يدرس لغة العرب وأدب هذه اللغة، ضروري لضبط مخارج الحروف وحسن الأداء وسلامة النطق. وقد استُحدث علم ما عرفناه أيام الدراسة هو «علم الأصوات»، وقد رأيت إحدى حفيداتي الطالبة في جامعة الملك عبد العزيز تحمل كتاباً في هذا العلم، فاطّلعت عليه فوجدت موضوعه قريباً من علم التجويد، يزيد عليه في مسائل ويقصر عنه في مسائل.

فطلبت من الحاجّ محمود أن يجعل للطلاّب ساعة اختيارية يعلّم فيها من شاء «القراءة»، ولكن لم يتّسع لذلك وقته، ووجدت نفراً من الطلاّب لهم رغبة في التعلّم فعكفت على إقرائهم في ساعات فراغهم بين الدروس في المدرسة وبعد انتهائها.

وأنا لست من القرّاء، ولكني أقرأ قراءة صحيحة، لا أقصر إلاّ في مخرج حرف الراء فأنا فيه قريب من واصل بن عطاء. أمّا المدود وأحكام الميم والنون والأداء، أي الترقيق والتفخيم وما إليهما، فقد أتقنتُه وأحمد الله على ذلك، لأنني قرأت في مطلع شبابي على شيخ قرّاء الشام الشيخ محمد الحلواني الذي جمع

<<  <  ج: ص:  >  >>