للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنت القادر على كل شيء والعالِم بالنتائج، فإن كان هذا الأمر الذي نفكّر فيه «خيراً لنا في ديننا ودنيانا ومعاشنا ومعادنا فيسّره لنا وهوّنه علينا، وإن كان شراً فاصرفه عنّا واصرفنا عنه، واقدر لنا الخير حيث كان ثمّ رضّنا به».

أمّا الاستخارة بأن نذهب إلى إنسان آخر ونطلب منه أن ينام على نيتنا، وأن ينظر ما يراه في منامه فإن رأى ما يسرّ كان الأمر خيراً وإن رأى ما يضرّ كان الأمر شراً، فهذه ليست الاستخارة الشرعية. ربما يكون هذا الرجل قد أكل كثيراً فسبّب له الأكل عُسراً في الهضم، أو يكون مريضاً قد ارتفعت حرارته فرأى في منامه أضغاث أحلام، فما ذنبي أنا بها؟ وما العلاقة بينها وبين ما أفكّر فيه؟

أقول: إنني فكّرت واستشرت واستخرت الله، فانصرف قلبي إلى الاستقالة والعودة إلى دمشق، فاستقلت وسافرت.

ولمّا دخلت انتخابات سنة ١٩٤٧ (وهي الغلطة الكبرى التي ارتكبتها في عمري، وسيأتي حديثها، وأراد الله لي الخير فلم أنجح فيها) كتب أحد خصومي في الجرائد يقول لي: هل نسيت ما فعلتَه في العراق ولماذا أخرجوك منه؟ وهذا أسلوب من أساليب الحرب القلمية لا يفعله ذو خلق وذو دين، ولكنه يؤثّر في الناس ويسوّئ سُمعة من يُقال عنه هذا الكلام، فتفضّل الصديق الوفيّ والأستاذ الكبير مدّ الله في عمره الشيخ بهجة الأثري فكتب رسالة يردّ فيها على أمثال هذا الرجل، ويشهد بأنني ما عملت في العراق إلاّ خيراً ولا تركت إلاّ أثراً طيّباً.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>