للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الرذائل.

هذه قصّة غارة واحدة رأيناها من طائرة واحدة مَرّت بسمائنا، فكيف كان الألمان خلال الحرب الثانية تهجم عليهم ألف طيارة أكبر وأضخم وأقوى على الإبادة وعلى التقتيل من هذه التي مَرّت بنا، فإذا انقضت الغارة خرجوا فأصلحوا ما فسد وسدّوا من الجدار ما انخرق، وصبروا وعادوا إلى العمل وإلى القتال؟ فهل الألمان -مثلاً- أقوى منّا خلقاً وأقوى طبيعة، وأقرب إلى الرجولة وإلى مزايا الأبطال؟ لا، ولكن طول الدعة والخمول، والقرون التي مرّت بنا في عصور انحطاطنا هي التي أنستنا بعض فضائلنا.

ولكن لا تخافوا ولا تيأسوا من روح الله، فإن الله موجود، يناديكم أن تعودوا إليه، فإذا عدتم إليه أعاد لكم النصر وأعاد لكم الظفر. إن العزّة التي صبّها الإسلام في عروقنا لا تزال جارية فيها مع دمائنا.

يا أيها الناس، إن قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأذى ولكنها تبقى ذهباً، والصفيح ليس كالذهب، والشر ليس كالخير، والليل الأسود البهيم ليس كالضّحى المشرق المضيء. واليهودي ليس كالمسلم ولو وُضِعَت في يده أموال الدنيا، ولو جمع في مخازنه أسلحة الدنيا، ولو وقفَت وراءه أقوى دولة في الدنيا.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>